وأجلت المنظمة الأممية عددا من موظفيها وعاملين بمنظمات إنسانية من مدينة بونج شمالي شرقي جنوب السودان إثر هجمات دامية الاثنين والثلاثاء.
وأبلغ إدموند موليت -نائب رئيس إدارة حفظ السلام بالأمم المتحدة- مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء أن جنوب السودان وبعد ثلاث سنوات من انفصاله عن السودان "على شفا كارثة إنسانية وصراع داخلي قد يستمر طويلا".
وقتل عشرة آلاف شخص على الأقل منذ تفجر قتال عنيف في ديسمبر/كانون الأول الماضي بين قوات حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت ومؤيدي رياك مشار نائبه السابق ومنافسه السياسي.
وجدد الصراع توترات عرقية عميقة بين قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها سلفاكير وقبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار، واتفق الرجلان في مايو/أيار الماضي على وقف إطلاق النار والعمل معا لوضع التفاصيل لحكومة انتقالية، غير أن ذلك لم يتحقق لغاية الآن.
وقال موليت إن أكثر من مليون شخص شردهم العنف، وإن أكثر من أربعمائة ألف فروا من البلاد، وأوضح أن عملية الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان تؤوي نحو مائة ألف مدني في قواعدها.
وتحدث عن مواجهة نحو 3.9 ملايين شخص مستويات مقلقة من انعدام الأمن الغذائي، وقال إن ما يصل إلى خمسين ألف طفل يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية، ورصد تسجيل 5300 حالة إصابة بالكوليرا بما في ذلك 115 حالة وفاة.
وذكر موليت أن نطاق العمليات الإنسانية في جنوب السودان أصبح الأكبر في العالم، وأكد أن طاقة العمليات الإنسانية والتمويل المتاح لها يعجزان عن بلوغ المستويات اللازمة لتلبية الحاجات الكثيرة.
[b]إجلاء موظفين[/b]
من جانب آخر أجلت مهمة الأمم المتحدة في جنوب السودان نحو 220 موظفا أجنبيا يعملون مع الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية في مدينة بونج شمالي شرقي جنوب السودان إثر هجمات دامية الاثنين والثلاثاء.
وقال فرحان حق -مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة- إن 110 عناصر من قوة الأمم المتحدة قامت بنقل العاملين إلى جوبا وملكال أمس الأربعاء وسيستمرون في إجلاء الآخرين اليوم الخميس.
وقتل خمسة موظفين من مواطني جنوب السودان يعملون لمنظمات إنسانية الثلاثاء في منطقة بونج على يد مليشيا محلية تتهم باستهداف المدنيين من قبيلة النوير كانت قتلت عضوا في منظمة غير حكومية الاثنين.
وبونج هي كبرى مدن إقليم مابان في ولاية أعالي النيل، وتقع على بعد عشرين كيلومترا من الحدود السودانية.
وندد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بهذه الهجمات وطالب الأطراف المتنازعة بأن "تتوقف فورا عن ترهيب العاملين الإنسانيين وعن اتخاذ المدنيين عمدا هدفا على أساس عرقي".
وطلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "تحقيقا كاملا بشأن هذه الأحداث المأساوية" وجدد التأكيد أنه "لا يوجد حل عسكري لأزمة جنوب السودان".