بعد أكثر من ثمانية أشهر على انطلاقها، تُواصل حملة "كلنا عيال تسعة" عملها بزخم كبير في اليمن، لتعبّر عن رفضها كل أشكال العنصرية، وتعمل على مكافحتها.
والبداية كانت من استديو قناة "الجزيرة"، وتحديداً برنامج "الاتجاه المعاكس" في فبراير/شباط الماضي، عندما حلّ مؤسّسها خالد الآنسي ضيفاً، ورفع كفيه مبرزاً تسع أصابع، في إشارة منه إلى عدد أشهر الحمل، ليقول إن "جميع الناس متساوون".
يقول الآنسي عن مسار الحملة: "بمجرد إطلاقها، انهالت علينا صور المؤيدين لها من مختلف أنحاء العالم. كل من أيد الفكرة أخذ يلتقط صوراً، ويرفع شعار المساواة ويرسلها إليّ أو ينشرها في صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي. تجاوز الأمر اليمنيين وشاركت جنسيات مختلفة في الحملة". ويشير إلى أن "عدد الصور تجاوز خمسة عشر ألفاً". تهدف الحملة للدعوة إلى المساواة الاجتماعية، وإسقاط العنصرية المتفشية في اليمن، والتي تتنوع بين عنصرية السلالة (العائلة)، واللون، والقبيلة، والمهنة، والمنطقة.
ينشط في الحملة الكثير من الشباب، منهم الناشط سمير محمد (37 عاماً)، الذي كان أول من صمّم شعاراً يعبّر عن الحملة، وهو الشعار الرسمي الذي عبّر عنه الآنسي في برنامج "الاتجاه المعاكس"، حين رفع كفيه عدا إصبعاً واحدةً. من جهته، يرى الطالب محمد غالب (26 عاماً) أن الحملة "ساعدت في تشكيل وعي الشباب الرافضين للعنصرية التي يمارسها اليمنيون ضد بعضهم بعضا منذ قرون". ويعطي مثالاً عن ذلك بقوله "ترفض بعض العائلات تزويج بناتها لمن يمتهن مهنة الحلاقة أو ذبح المواشي، وهذا شكل من أشكال العنصرية أيضاً".
وعن أسوأ وأخطر أشكال العنصرية، يقول محمد إنها "تتجلى من خلال أولئك الذين يهدفون للوصول إلى السلطة من خلال ادعاء الحق الإلهي في الحكم، مما يؤدي إلى نشوب مواجهات مسلحة، وموت الآلاف وتدمير البيوت وتهجير السكان". من جهتها، تقول الناشطة الحقوقية سوسن علي (28 عاماً) إن "اليمنيين يعاملون فئة الخدم بطريقة لا إنسانية، فيعزلونهم ويرفضون الاختلاط معهم، فقط لأنهم من أصحاب البشرة السوداء".
دخلت الحملة شهرها التاسع أمس، وتلقى اهتماماً واسعاً من قبل الشباب، وخصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي مع انتشار هاشتاج "كلناعيال9"، لتعلن عن وقوفها الراسخ والمستمر ضد العنصرية المتفشية في البلاد بكل أشكالها.