arpo28

العراق من دون نوري المالكي

أخيراً، رضخ رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي، للضغوط الداخلية والتحذيرات الخارجية، فأعلن تنحيه عن السلطة لصالح رئيس الوزراء المكلف، حيدر العبادي. واستعرض المالكي، وإلى جانبه العبادي، وأعضاء كتلة "دولة القانون"، خلال كلمة متلفزة، مساء الخميس، مراحل سنوات حكمه الثمانية.

واستعان المالكي بخطاب للخليفة علي بن أبي طالب، فقال للشعب العراقي: "لأسالمن ما سلم العراق ولن أكون سبباً في إراقة قطرة دم واحدة، وقد تعرضت إلى هجمات ظالمة من جهات معروفة، ورفضت استخدام القوة كي لا أتهم بالتشبث بالمنصب ولا نعود إلى فترة الحكم الديكتاتوري".

وأكد المالكي سحب ترشيحه لمنصب رئاسة الوزراء لصالح "الاخ حيدر العبادي"، مشيراً إلى أنه سيبقى "جندياً مدافعاً عن العراق وشعبه". وخاطب الشعب العراقي قائلاً: "لا اريد أي منصب غير منصبي كعراقي". وأضاف أنه يسحب شكواه أيضاً ضد رئيس الجمهورية (فؤاد معصوم) وكل ما يترتب عليها من إجراءات. وختم المالكي، بتوجيه التحية لقوات الجيش والشرطة وبتوصيتهم ب"الثبات بوجه الارهاب والابتعاد عن الخلافات السياسية في البلاد".

وخرجت احتفالات عفوية في عدد من المدن العراقية، أحدها لا يبعد 100 متر عن مقر المالكي، في المنطقة الخضراء، تخللتها إطلاق ألعاب نارية. وعلت أصوات أبواق السيارات وشوهدت عوائل تُخرج رؤوسها من نوافذ السيارات وهي تحتفل بتنحي من حكم العراق لثماني سنوات متتالية.

وقال مصدر قيادي نافذ في "التحالف الوطني" العراقي، لـ"العربي الجديد"، إن "ضغوطاً داخلية وخارجية دفعت المالكي، عصر أمس الخميس، إلى كتابة بيان التنحي". وأوضح المصدر أنه "حتى الساعة الحادية عشر مساء، لم يكن المالكي يفكر بترك منصبه، وكان يتصرف كرئيس وزراء شرعي ويعزز الامن في محيط المنطقة الخضراء؛ لكن الجميع تفاجأ برسائل نصية وصلت عبر هواتف أعضاء كتلته من قبل المالكي، يشير إلى أنه سيلقي خطاباً ويطالبهم بالحضور إلى مقر رئاسة الوزراء، وتسربت الانباء بعد ساعة أنه قرر التنحي".

ولفت المصدر إلى أن المالكي "تعهد بإخلاء مكتبه الرئاسي في القصر الحكومي خلال الساعات الاربع والعشرين المقبلة لتنتقل مباحثات تشكيل الحكومة الجديدة إليه".

زر الذهاب إلى الأعلى