تسود حالة من الترقّب في محافظات جنوب اليمن لما ستؤول إليه الأوضاع في العاصمة صنعاء بعد قيام جماعة الحوثيين، بمحاصرة المدينة والاعتصام بالقرب من منشآت حيوية فيها، بهدف إسقاط الحكومة. وسط استعدادات لإحياء ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي في الأول من سبتمبر/ أيلول المقبل.
ويعتبِر ناشطو الحراك الجنوبي أن سقوط صنعاء بيد "الحوثيين" هو سقوط تلقائي للوحدة مع الشمال. وقال خطباء الحراك، خلال صلاة الجمعة في عدن، إن "الجنوبيين سيستعيدون دولتهم بالقوة، إذا سيطر (الحوثي) على صنعاء". وهو خيار يتّفق عليه جنوبيون حتى من غير أنصار الحراك.
ولمّح خطيب الجمعة في شارع مدرم في مدينة عدن، محمد رمزو، إلى أن "الحراك سيلجأ إلى خيار العنف لنيل الاستقلال في حال سيطرت جماعة (الحوثي) المسلحة على العاصمة صنعاء".
وأكد أن "الجنوب سيدافع عن أرضه وحدوده، وسيأخذ استقلاله"، مضيفاً أنه "إذا سيطر (الحوثي) على صنعاء، سندفع دماءنا ورؤوسنا دفاعاً عن وطننا (الجنوب)"، مستنهضاً "قبائل الجنوب للاستعداد لحماية الأرض".
كما شهدت الساحة العامة لمنصة الشهداء في مدينة الحبيلين، ظهر الجمعة الماضي، حشوداً غفيرة من أبناء ردفان ويافع، وشدد الخطيب عبد الله الحضرمي، خلال خطبة الجمعة، على المضيّ قدماً نحو "الهدف الجنوبي التحرري الذي ضحّى من أجله الشهداء في كل ساحات الجنوب".
واتهم الحضرمي نظام الرئيس هادي ، بخلط الأوراق "بإرسال عناصر متطرفة إلى الجنوب لتنفيذ مآربه وتحويل الجنوب إلى ساحة صراعات".
ودعا الحضرمي الجنوبيين إلى الصمود والتحدي والصبر والمرابطة في ساحات الميادين، مشدداً على القيادة بوحدة الصف والكلمة "وخصوصاً الرئيس علي سالم البيض، بأن يتحرك بجدية وبقوة لتحقيق الهدف الكبير".
وفي السياق نفسه، دعا القيادي في الحراك الجنوبي، محمد صالح طمّاح، أبناء الجنوب للاحتشاد في الأول من سبتمبر/ ايلول في مدينة عدن من أجل التحرير والسيطرة على المرافق الحكومية.
وأضاف طماح، في كلمة ألقاها يوم الخميس الماضي، في أربعينية الشهيد نبيل الخالدي، في مديرية لبعوس يافع التابعة لمحافظة لحج، بأن "صنعاء ستسقط بيد جماعة (الحوثي) المسلحة".
وحثّ الجنوبيين على استغلال هذه الفرصة والتوجّه إلى مدينة عدن في الأول من الشهر المقبل، والذي يصادف يوم الجيش الجنوبي، داعياً إياهم إلى السيطرة على المرافق الحكومية، مؤكداً أن الريف في الجنوب "قد أصبح محرراً ولم يتبقّ سوى عدن".
وقال طمّاح إن "الحوثي" أصبح، اليوم، يتمترس ويتخندق في صنعاء، متحدياً قوات الجيش والرئيس السابق، علي عبد الله صالح، والدول العشر، ولم يستطيعوا أن يتصدوا له، وسيُسقط صنعاء، متسائلاً: ماذا ينتظر الجنوبيون بعد ذلك؟ هل يظلون يتفرجون على ما يجري في صنعاء؟
وهاجم ما سمّاها مكوّنات الحراك الكاذبة التي عقدت العديد من الاجتماعات وأصدرت بيانات على مدى ثماني سنوات ولم تستطع تكوين قيادة موحّدة من أجل تحرير الجنوب.
وفي مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، جنوبي شرق البلاد، دعا الداعية السلفي ونائب رئيس هيئة علماء اليمن، الشيخ أحمد المعلم، إلى التوحّد "ضد خطر (الحوثي) الذي يحاصر العاصمة تمهيداً لإسقاطها، وإذا سقطت صنعاء فقد سقطت البلد كلها".
وأكد، في خطبة الجمعة، في مسجد خالد بن الوليد، أن المرحلة الحالية التي يمر بها البلد "تتطلّب تكاتف الجميع واصطفافهم من أجل مصلحة الدين واليمن والشعب، وتأجيل كل الخلافات وإزالة عوامل التفرّق والشقاق والتناحر الذي أوصل البلد إلى ما وصلت إليه".
وحذّر المعلّم من الاغترار بالشعارات التي يرفعها "الحوثي" وأنه مع الشعب ضد رفع الدعم عن المشتقات النفطية أو من أجل محاربة الفساد وغيرها، مؤكداً بأنها "مجرد شعارات وذرائع ليحقّق بها أهدافه وأهداف أسياده في إيران ومَن نحا نحوهم، ولن تقتصر أهدافه على صنعاء فقط، بل ستمتد لليمن بأكمله"، حسب تعبيره.
وقال إن الدعوة التي أطلقها الرئيس هادي، للاصطفاف الوطني "جديرة بالاستماع والتعامل معها بإيجابية"، رغم "التحفظ الكبير على سياسة الدولة وقيادتها ومَن يدورون في فلكها".