اعترفت روسيا بدخول بعض جنودها إلى الأراضي الأوكرانية، لكنها شددت على أن ذلك يعد حادثا وحصل "بالخطأ"، في حين اعتبرت الولايات المتحدة أن التوغلات التي تقوم بها روسيا تعد تصعيدا خطيرا. ويأتي ذلك قبيل لقاء محتمل اليوم بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو.
وأكد مصدر بوزارة الدفاع الروسية أن القوات الأوكرانية اعتقلت جنودا روسا داخل أراضيها، واصفا ما حصل بأنه حادث وقال "إن الجنود المذكورين كانوا في دورية على الحدود الروسية الأوكرانية، وقد عبروها بلا شك خطأ وعبر منطقة كانت فيها علامات الحدود غير واضحة".
وكان الجيش الأوكراني قد أعلن أمس الاثنين إيقاف عشرة مظليين روس بحوزتهم أسلحة قرب مدينة دونيتسك معقل الانفصاليين شرقي أوكرانيا، وفتح المحققون معهم تحقيقا جنائيا بشأن اجتيازهم الحدود بشكل غير شرعي وهم مسلحون.
وأوضح بيان للجيش أن الجنود الروس المعتقلين قالوا إنهم أرسلوا إلى منطقة روستوف الروسية على الحدود مع المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون، ثم أرسلوا إلى الأراضي الأوكرانية.
[b]توتر وفرصة للحل[/b]
وفي رد فعل على إيقاف الجنود الروس أدان البيت الأبيض ما سماها "التوغلات العسكرية" التي تقوم بها روسيا في أوكرانيا، مشيرا إلى أنها تشكل "تصعيدا خطيرا".
وقالت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس -في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر- إن التوغلات المتكررة من قبل روسيا في أوكرانيا غير مقبولة وهي خطيرة ومثيرة.
ومع تصاعد الأزمة الأوكرانية من المحتمل عقد لقاء منفصل بين بوتين وبوروشينكو اليوم في مينسك عاصمة روسيا البيضاء على هامش قمة مخصصة لمعاهدة الشراكة الموقعة بين كييف وبروكسل التي سيحضرها أيضا قادة الاتحاد الأوروبي وقد تشكل حلا للأزمة المتفاقمة.
ويتوقع أن يناقش الرئيسان العلاقات الثنائية بين البلدين في ضوء توقيع كييف على اتفاقية الانتساب مع الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى موضوع توريد الغاز الروسي إلى أوكرانيا.
وسيكون اللقاء هو الأول بين رئيسي الدولتين، بعد لقاء عابر وقصير لفترة لا تتجاوز عشر دقائق في يونيو/حزيران من العام الجاري في نورماندي بفرنسا.
[b]تواصل المعارك[/b]
تتواصل المعارك عنيفة في جنوب دونيتسك حيث قال الانفصاليون إنهم نشروا دبابات وأسلحة مدفعية جديدة.
وشن الانفصاليون أمس الاثنين هجوما في جنوب معقلهم في دونيتسك في محاولة لتحقيق تقدم على الأرض قبيل اللقاء المرتقب بين بوروشينكو وبوتين في مينسك.
وقال الجيش الأوكراني إن أربعة جنود قتلوا وجرح 31 آخرون خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأكد الجيش الأوكراني أمس أن قوات روسية متنكرة بزي المقاتلين الانفصاليين الأوكرانيين عبرت الحدود بين البلدين إلى جنوبي غربي أوكرانيا ومعها عشر دبابات وناقلتا جنود، بهدف فتح جبهة قتال جديدة في الحرب مع الحكومة المركزية في كييف.
وفي بلدات عدة من الجنوب سمع دوي انفجارات وتصاعد الدخان من بلدات عدة في الجنوب وفر أكثر من 400 ألف شخص من المعارك منذ أبريل/نيسان، ويعيش سكان بعض المناطق من دون مياه أو كهرباء منذ أسابيع عدة.
وفيما تشتد المعارك على الأرض أعلنت روسيا نيتها إرسال قافلة مساعدات أخرى إلى شرقي اوكرانيا خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد أيام من دخول قافلة أولى -كانت موضع جدل- إلى الأراضي الأوكرانية.