احتشد آلاف الليبيين في العاصمة طرابلس ومدن أخرى في جمعة أطلقوا عليها اسم "جمعة النصر" احتفالا بانتهاء المواجهات المسلحة، بينما قال مقاتلو مجلس شورى ثوار بنغازي إنهم سيطروا على طريق مطار بنغازي وجسر منطقة بنينا.
واحتفل المتظاهرون -الذين خرجوا في مدن بنغازي ومصراتة وغريان وسبها إضافة إلى العاصمة طرابلس- بسيطرة قوات "فجر ليبيا" على مطار طرابلس والمناطق المحيطة به، كما نددوا بالنواب المجتمعين بمدينة طبرق بسبب طلبهم التدخل الدولي في ليبيا.
ورفع المحتشدون شعارات تندد بالعمليات العسكرية التي عرفت باسم "عملية الكرامة"، التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، كما رفعوا شعارات تؤيد عودة المؤتمر الوطني الليبي العام وقراره بتشكيل حكومة إنقاذ وطني.
[b]معارك بنغازي[/b]
وعلى الصعيد الميداني، قال مقاتلو مجلس شورى ثوار بنغازي إنهم سيطروا على طريق المطار وجسر منطقة بنينا الذي يعد المدخل الأول لمطار بنغازي، بعد معارك متواصلة أسفرت عن خسائر في صفوف قوات حفتر وانسحاب من تبقى منهم، حسب ما ذكره المجلس.
وذكر مجلس الثوار أن عناصره تحاصر المطار من عدة محاور بعد أن تقدمت صوبه من الجهة الأمامية. كما تواصل قوات حفتر القصف باتجاه المطار من مرتفع منطقة الرجمة التي تبعد عن منطقة بنينا قرابة سبعة كيلومترات.
من جانب آخر، أعلن مجلس شورى ثوار درنة أنه أسقط طائرة عسكرية من طراز "ميغ21" تابعة لقوات حفتر في منطقة سيدي الحمري قرب مدينة درنة، وأن طيارها قد قتل.
من جهته، أعلن مسؤول في القوات التابعة لحفتر أن المقاتلة سقطت "نتيجة خلل فني"، وأن ربانها توفي متأثرا بجروحه عقب سقوط المقاتلة في ضواحي مدينة البيضاء (1200 كيلومتر شرق طرابلس) بعد هجمات على مواقع في منطقة رأس الهلال، غرب درنة.
وأفاد مراسل الجزيرة في بنغازي -أكبر مدن الشرق الليبي- أحمد خليفة أن الطائرة المستهدفة سقطت في منطقة الأحوام، وأن جثة قائد الطائرة نقلت لمستشفى في البيضاء.
وذكر المراسل أن الطائرة المستهدفة كانت قد انطلقت في وقت سابق من مطار الأبرق الذي تسيطر عليه قوات حفتر، مشيرا إلى أن عدة طائرات خرجت من المطار نفسه استهدفت منطقة بنينا القريبة من مدينة بنغازي.
وتعرض مطار الأبرق (نحو مائتي كيلومتر شرق بنغازي) لقصف بصواريخ غراد، ولكن حركة الملاحة الجوية فيه لم تتأثر. وكان مجلس ثوار درنة أعلن في وقت سابق عزمه استهداف المطار إذا استمر في استقبال طائرات حفتر.
[b]انقسام سياسي
[/b]
وكانت الحكومة الليبية برئاسة رئيس الوزراء المكلف عبد الله الثني قدمت استقالتها إلى النواب المجتمعين في طبرق لتمهيد الطريق أمام تشكيل حكومة جديدة، بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت في يونيو/حزيران الماضي.
وتشهد ليبيا معارك دامية منذ منتصف يوليو/تموز الماضي بين ما يسمى "الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، الذي يشن هجوما عسكريا أطلق عليه "عملية الكرامة" من جهة، وبين قوات "حفظ أمن واستقرار ليبيا" من جهة أخرى التي تقود عملية باسم "فجر ليبيا"، وسيطرت مؤخرا على مطار طرابلس ومواقع عسكرية مهمة تابعة لقوات حفتر في بنغازي.
كما تعرف البلاد حالة انقسام سياسي بوجود حكومتين ومجلسين تشريعيين، وكان المؤتمر الوطني (الذي يواصل مهامه بطرابلس) قد كلف الاثنين عمر الحاسي برئاسة حكومة إنقاذ وطني "تعالج الفراغ السياسي وتحد من الفوضى الأمنية" المنتشرة بالبلاد.
وفي المقابل، طعن رئيس الحكومة المؤقتة عبد الله الثني في ذلك قائلا إن الجسم التشريعي الوحيد بالبلاد هو مجلس النواب.