أرشيف محلي

باسندوه لهادي: نرحل سوياً أو نبقى سوياً (تفاصيل الجلسة الساخنة)

لعل جلسة مجلس الوزراء يوم الأربعاء 3سبتمبر هي أهم جلسات حكومة الوفاق منذ تشكلت بموجب المبادرة الخليجية، جلسة حامية الوطيس عقدت على مرحلتين الأولي برئاسة باسندوه وعدم حضور وزير دفاع عبدربه وانتهت بعد انسحاب باسندوه غاضباً ، وبعد ساعة عقد الجزء الثاني برئاسة هادي ووزير دفاعه وعدم حضور باسندوه ، وقد حصلت تطورات في الجلستين تؤثر على مسار العملية السياسية برمتها في اليمن وكان مستغرباً تخوف الجميع من نشر تفاصيلها ولذا سأنشر باختصار بعض ماحدث في الجلستين .

الجلسة الاعتيادية لمجلس الوزراء التي تنعقد كل أربعاء لم تعقد هذا الأسبوع في مقر المجلس وإنما بداخل دار الرئاسة لأسباب أمنية وبالذات تحسباً لمحاصرة مليشيا الحوثي لمقر المجلس وهو ماحصل بالفعل حيث قام قرابة ألف شخص من الحوثيين بالتجمهر قرب مداخل مجلس الوزراء لمنع انعقاد الجلسة.

بدأت الجلسة التي سيرأسها كما هو المعتاد رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوه والذي وفور وصوله بدء بقراءة أوراق مكتوبة أعدها هو، الرجل أبتدأ حديثة بالتأكيد على ماكنت قد كتبته في مقال قبل خمسة شهور عن خطة لهادي ضد باسندوه وحكومته لتوريطهم في جرعة يتم بعدها اخراج الجماهير للتظاهر ويتم اقالة الحكومة وكذا ما كتبته قبل أسبوعين حين أكدت أن حصار الحوثي لصنعاء ليس إلا مسرحية هزلية تتم بالتنسيق والفهم للأهداف بالطريق المباشر وغير المباشر بين الحليفين منذ سنة ونصف عبدربه والحوثي.

[b] من النقاط التي قرأها الرجل من أوراقه : - [/b]

أنه اقترح في جلسة مجلس الوزراء يوم الأحد الماضي 31يوليو إعادة سعر البترول إلى سابق عهده أي إلى مبلغ 2500ريال لكن أعترض عليه كلاً من نائب رئيس الوزراء أحمد بن دغر ووزير المالية محمد زمام ووزير النفط رشيد الكاف وقال باسندوه أن نفس المعترض أي بن دغر قبل يوم من جلسة الأربعاء قدم بداخل القصر الجمهوري مقترح بتخفيض السعر 500 ريال فقط وهو ما أقره عبدربه لكي يحسب الانتصار البطولي له وأنه الذي ضغط على الحكومة المجرمة التي كان رئيسها يريد تخفيض السعر 1500 وليس فقط 500ريال!!؟.

- أكد باسندوه أن ماقامت به اللجنة الرئاسية تم بمخطط هزلي نفذه الرئيس وخطط له مدير مكتبه أحمد بن مبارك وشاركهم فيه بن دغر وزمام وتم احضار باسندوه إلى القصر الجمهوري لتوريطه وكأنه قابل بكافة خطط اللجنة التي شكلها عبدربه أي أنه يقبل بإقالة نفسه !!؟.

- أكد باسندوه أنه أقترح أيضاً في جلسة الأحد الماضي رفع الحد الأدنى للأجور لكن وزير خزانة عبدربه(وزير المالية) ومثله بن دغر أعترضا وبعد يومين قدم بن دغر توصيه مماثله باسم اللجنة الرئاسية لكي يحسب لها الانتصار!!!.

- باسندوه قال أن اللجنة الرئاسية لايحق لها أن تقيل مجلس وزراء مشكل بموجب المبادرة الخليجية التي أتت بهادي.

- باسندوه أشار في أهم جزئيات كلامه إلى أن الرئيس هادي منسق مع الحوثيين لتغييره وحكومته وقال أن مايقوم به الحوثي مسرحية - قالها هكذا باللفظ- وأن ماتم في القصر الجمهوري مسرحية. وكلامه معناه أن مايتم من مسرحية يتوافق مع رغبة لدى الرئيس لتغيير الحكومة واستبدالها بموالين لا يعصون له أمراً ويدخل فيها حلفاؤه الجدد أي الحوثيين والحراك الموالي له وبالتالي يقصقص أجنحة المؤتمر والإصلاح اللذان ستنخفض حصتهما في المقاعد واللذان رفضا المقترح نهاية مؤتمر الحوار قبل شهور حين أٌقترح الدكتور أحمد شرف الدين عن الحوثيين وكذا قيادة ومنظري الحزب الاشتراكي ذاك المقترح الذي يراد تنفيذه الأن عبر البلطجة والفتوات المحاصرين لصنعاء.

- أختتم باسندوه كلامه بالتأكيد على أن حكومة الوفاق جاءت وولدت نتيجة تسوية سياسية أسمها (المبادرة الخليجية وأليتها التنفيذية) هي المرجعية القانونية للمرحلة الحالية التي تمددت وقال باسندوه( أنا وهادي جئنا وفقاً للمبادرة فإذا أراد أن أرحل فلنرحل سوياً بانتخابات مبكرة أما أن ينتقي ما يريد من نصوص ألية المبادرة ويترك بقيتها فلا يجوز ولنختر قانونيين لحسم الموضوع في حال كان هناك جدل حول كلامي).

بعد انتهاء باسندوه من قراءة أوراقه أعلن انسحابه من جلسة مجلس الوزراء ورفعت الجلسة وغادر ثم غادر الوزراء جميعاً بعده وهنا انتهى الجزء الأول من جلسة مجلس الوزراء. المعلومات المؤكدة أن بن دغر تواصل مع الرئيس الذي كان في منزله مسترخياً مستمتعاً بمتابعة تفاصيل مجاميع مليشيا الحوثي تحاصر الشوارع وأبلغه بكل ماقاله باسندوه فانزعج الرئيس وخرج لابساً (الزنة) وبعد قرابة الساعة دعي جميع الوزراء لاجتماع بداخل دار الرئاسة مجدداً برئاسة هادي وحضور وزير دفاعه الذي لم يحضر الجلسة الأولى .

- بدء هادي كلامه بسب باسندوه (بالخرف) وقال أنه تم تسجيل مكالمة تلفونية في الليلة الماضية بين حميد الأحمر وبين باسندوه هدد فيه حميد بالاعتراض على تغيير الحكومة التي يرأسها المجلس الوطني لقوى الثورة الذي شكل في 2011 ورأسه حينها باسندوه ولذا تم اختياره رئيساً للوزراء وقال الرئيس (يرجع حميد الأحمر أولاً من الخارج ويقول كلامه وهو هنا في اليمن) وبسخرية قال (أين هو هذا المجلس الوطني حالياً) ثم أكد كذلك أن حميد الأحمر تواصل بنجله جلال ليلاً وأخبره أن يخبر أباه الرئيس أنه لايمكن اختزال المجلس الوطني في أي محاولة يقودها الرئيس لتشكيل حكومة جديدة.

- الرئيس قال (خلاص يتوقف باسندوه عن عمله) وأشار إلى النائبين الأكوع وبن دغر وقال (أنت ترأس جلسة وهو يرأس جلسة) وحين أعترض عليه بعض الوزراء وأنه لايحق له اصدار قرار بتوقيف رئيس وزراء كما وأنه طالما قد قرر أن يغير حكومتهم ورئيسها فليبق باسندوه قال الرئيس(ومن قال أنني سأغير الحكومة بعد رفض الحوثيين يوم أمس لمقترحاتي) ثم أردف قائلاً( وحتى في حال قمت بإقالة الحكومة فإنني لن أشكل الحكومة الجديدة في أسبوع قد أحتاج 6 أشهر لتشكيل الحكومة الجديدة)!!!.

- الرئيس استمر في خطابه لساعة ونصف وتهجم على باسندوه والحكومة حين خفضت بداية تشكيلها سعر البترول من 3500 ريال إلى 2500ريال!!!

- هاجم الرئيس كثيراً باسندوه كما هاجم أيضاً صخر الوجيه وأكد أنه لديه الأدلة على تبديدهما للمال العام وذكر رقماً كبيراً بمليارات الريالات ولم يذكر سبب سكوته على ذلك رغم أنه رئيس الدولة وسكوته على الفساد جريمة يحاسب عليها وفق كل دساتير وقوانين العالم ؟!! .

- الرئيس وجه وزير الإعلام بعدم نشر ماقاله باسندوه وماقرأه في الاجتماع وتنفيذاً لذلك قامت أجهزة الأعلام والتلفزيون الرسمية بعمل مونتاج لايظهر فيه أن هناك اجتماعين وأن أجتماع الرئيس بالحكومة لم يكن باسندوه فيه حاضراً ويمكن مراجعة نشرة أخبار التلفزيون الرسمي.

بعد ماسبق يمكن التأكيد على أن يوم الأربعاء من أهم أيام يمن مرحلة عبدربه منصور هادي المرحلة الأسوأ في تاريخ اليمن، وأهم مافيه أن الأدلة لم تعد قليلة على تواطؤ الرئيس مع الحوثيين وأن مايتم في صنعاء مسرحية هزلية يخرجها أحمد بن مبارك ويساعده مجموعة من المراهقين السياسيين اللذين وصلوا إلى السلطة وهم لم يبلغوا الحلم بعد في العمل السياسي.

إن المؤمل الأن على القوى السياسية وبالذات المؤتمر والإصلاح إن يستعيدا زمام المبادرة من رئيس مهووس بالبقاء على العرش متفرداً ولفترة لاتقل عن خمس سنوات قادمة ولو كان بقاؤه عبر افتعال أزمة حصار لصنعاء وارعاب الملايين بحروب وهمية وإظهار خصومة غير حقيقية مع الحوثيين في حين أنهم (الفتوات والأبضايات) الذين يرعب بهم عبدربه القوى السياسية الرافضة لمشاريع بقاءه دون انتخابات والرافضة لبقاء الحالة السياسية الانتقالية إلى مالا نهاية والمطالبة بالولوج في مرحلة الاستقرار السياسي عبر الانتخابات.

إن الواجب على باسندوه أن يدرك أنه لم يعد لديه مايخسره (لاعمر ولامنصب) وأن سكوته على فضح مخططات وأساليب عبدربه التي اتبعها بتهميشه وتهميش الحكومة منذ سنتين ثم تحميلها كل العيوب وحدها ليبقى الرئيس المقدس المنزه من الخطايا ، سكوت باسندوه سيضيع له أي رصيد حسن جمعه في حياته من العمل مع الدولة ،فلتكشف كل شيء علناً يا باسندوه ولتنفذ ماقلته فهو الصواب (إما أنا وهادي نرحل سوياً أو انتخابات مبكرة ).

الخلاصة أن يمننا يسير نحو المجهول على يد رئيس اعتبر وصوله إلى رئاسة اليمن فرصة العمر التي لم يحلم بها ووظف إلى جواره مجموعة من المراهقين في السياسة اعتقدوا أنهم أذكى اليمنيين وأن مغامراتهم وحماقاتهم ستمر عبر مسرحيات هزلية رديئة الإخراج فهلا يصحو اليمنيون والساسة بالذات؟

زر الذهاب إلى الأعلى