تعرض وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا لانتكاسة خطيرة، وشهدت مدينتا ماريوبول ودونيتسك في شرق البلاد قصفا هدد بانهياره.
وأعلنت بلدية ماريوبول الساحلية مقتل امرأة في القصف، لتكون أول ضحية منذ إعلان الهدنة الجمعة الماضي التي أبرمت بين ممثلين من أوكرانيا وقيادة الانفصاليين وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وقال بيان للبلدية إن ثلاثة من السكان أصيبوا، وأن الانفصاليين قصفوا نقطة تفتيش عند المخرج الشرقي للمدينة ودمروا محطة لبيع المحروقات. وتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار.
وأوضح البيان أنه خلال ليل أمس شهد ميناء ماريوبول -الذي يطل على بحر أزوف إلى الجنوب من دونيتسك (كبرى مدن الشرق الأوكراني)- انتهاكا لوقف إطلاق النار عندما تعرضت قوات الحكومة لقصف مدفعي.
وصباح اليوم، أوضحت البلدية أن الوضع في ماريوبول "كان هادئا وتحت السيطرة".
وماريوبول الإستراتيجية تتيح السيطرة عليها ربط الحدود الروسية بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في مارس/أذار الماضي وتخشى منذ أيام هجوما يشنه المتمردون الموالون لروسيا.
كما سجل تبادل للقصف المدفعي في محيط مطار دونيتسك صباح اليوم مما يهدد بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار.
[b]بروتوكول الاتفاق[/b]
وبحسب بروتوكول وقف إطلاق النار الموقع الجمعة في عاصمة روسيا البيضاء مينسك، فإنه يفتح الباب بشكل غير واضح أمام إقرار "وضع خاص" للمناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون، كما يدعو إلى إجراء انتخابات في منطقتي دونيتسك ولوغانسك معقلي الانفصاليين.
وكان الرئيسان الأوكراني بيترو بوروشينكو والروسي فلاديمير بوتين عبرا أمس في اتصال هاتفي بينهما عن ارتياحهما لأن اتفاق وقف إطلاق النار "محترم بشكل إجمالي".
غير أن هذا الاتفاق الذي يفترض أن يضع حدا لنزاع مستمر منذ نحو خمسة أشهر في شرق أوكرانيا وأوقع 2600 قتيل وأدى إلى نزوح نحو نصف مليون شخص، استقبل بتشكيك من جانب الغربيين الذين قرروا فرض عقوبات جديدة على روسيا المتهمة بالمساس ب"سيادة أوكرانيا".
وصباح أمس، تبادل الانفصاليون والقوات الأوكرانية الاتهامات بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، من خلال إطلاق كل منهما النار على مواقع الآخر في دونيتسك ولوغانسك وحولهما.
وانتقدت منظمة العفو الدولية اليوم كل الأطراف المتنازعة في أوكرانيا، وقال أمينها العام سليل شتي في بيان في كييف إن "كل أطراف النزاع أبدوا لامبالاتهم تجاه حياة المدنيين وتجاهلوا بطريقة صارخة واجباتهم الدولية".