تلوح بوادر انفراج في أجواء الأزمة اليمنية، مع إعلان مسؤول يمني عن مساعٍ جارية لوقف التصعيد من جانب جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) مقابل تشكيل حكومة جديدة، رغم أن الجماعة نفت التوصل إلى اتفاق نهائي. ويشهد اليمن توتراً منذ أسابيع على خلفية تصعيد جماعة "أنصار الله" احتجاجاتها للمطالبة بإقالة الحكومة وإلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية والبدء بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
ونقل الموقع الرسمي لوزارة الدفاع اليمنية (26 سبتمبر)، عن مسؤول يمني لم يذكر اسمه، اليوم الخميس، قوله إن الساعات المقبلة "ستشهد انفراجاً في الأزمة التي تشهدها البلاد"، وسيصار إلى "الاحتكام إلى الحوار في حل المشكلات القائمة".
وأضاف المسؤول أنّ "هناك جهوداً متواصلة يبذلها الرئيس (عبدربه منصور هادي) للعمل على إخراج الوطن إلى برّ الأمان"، مشيراً إلى "وجود مشاورات مكثفة لتسمية رئيس الحكومة الجديد"، من دون ذكر أي تفاصيل.
وكان الرئيس اليمني قد أعلن الأسبوع الماضي عن مبادرة لحلّ الأزمة تتضمن إقالة الحكومة الحالية، وتسمية رئيس وزراء خلال أسبوع، وخفض أسعار المشتقات النفطية، والبدء بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، الذي اختتم فعالياته في يناير/كانون الثاني الماضي، وأقرّ تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم فيدرالية، بواقع أربعة في الشمال وإقليمين في الجنوب.
وفي الإطار نفسه، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر قريب من الرئاسة اليمنية إعلانه التوصل إلى اتفاق تسوية بين هادي والحوثيين لإنهاء الأزمة.
وتشمل التسوية بحسب المصدر، تسمية رئيس وزراء جديد في غضون 48 ساعة، وخفضاً إضافياً لأسعار الوقود، مقابل إخراج الحوثيين مخيماتهم ومسلحيهم من صنعاء ومحيطها. وقال المصدر لوكالة "فرانس برس" إنه تم التوصل إلى "اتفاق تسوية في وقت متأخر" من ليل الأربعاء الخميس.
وبحسب المصدر، فإنّ التسوية تتضمن "خفض سعر الوقود 500 ريال اضافي، ليصل مجموع الخفض على سعر صفيحة الوقود 1000 ريال"، أي حسم أكثر من نصف الزيادة السعرية التي اعتمدتها الحكومة اعتباراً من نهاية يوليو/تموز الماضي. وسبق أن أقرّت الحكومة خفض 500 ريال من الزيادة ضمن مبادرة لإنهاء الازمة مع الحوثيين.
وفي موضوع الحكومة، تتضمن التسوية أن "تتم تسمية رئيس الوزراء المكلف في غضون 48 ساعة"، فيما "يقوم الحوثيون برفع مخيماتهم ومسلحيهم".
إلا أن جماعة الحوثي نفت التوصّل إلى أي اتفاق لحل الأزمة القائمة بين الجماعة والسلطات اليمنية، مع إعلانها أن المباحثات لا تزال مستمرة. وقال المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام، في بيان مقتضب نشره على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن الجماعة "لم تصل بعد إلى اتفاق نهائي أو التوقيع عليه"، لافتاً إلى "أن المباحثات لا تزال مستمرة".
وتتزامن هذه التطورات مع عودة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر إلى صنعاء في محاولة لحلّ الأزمة القائمة.
ميدانياً، قُتل متظاهران وأصيب أربعة آخرون من أنصار جماعة "الحوثي"، إثر انفجار عبوة ناسفة في محافظة عمران شمالي اليمن بحسب ما نقلت وكالة "الاناضول" عن مصدر طبي.
ونقل المصدر عن شهود عيان من الحوثيين، قولهم إن "انفجاراً وقع في أحد صناديق القمامة في منطقة الجنات، بمحافظة عمران، عند مرور مسيرة احتجاجية دعا لها أنصار الحوثي في المحافظة صباح اليوم، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين".
كذلك شن الطيران اليمني صباح اليوم، ثلاث غارات جوية استهدفت مواقع لمسلحين حوثيين في محافظة الجوف شمالي البلاد، وفق مصدر عسكري.
وقال المصدر، لوكالة "الأناضول"، مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن الغارات استهدفت مواقع للحوثيين في مديرية مناطق الغيل والعرضي التابعة لمديرية الغيل في محافظة الجوف، مضيفاً أن الضربات كانت مركزة وحققت أهدافها.
واستهدف سلاح الطيران، بحسب المصدر نفسه، تجمّعات لمسلحي الحوثي في موقع الصفراء، من دون الإشارة إلى تفاصيل حول أهداف أو ضحايا الغارة الجوية.
وفي محافظة الجوف، لا تزال الاشتباكات متواصلة، إذ قال مصدر في اللجان الشعبية (الموالية للجيش)، إن مديرية الغيل شهدت اشتباكات متقطعة بين اللجان الشعبية ومسلحي جماعة الحوثي. وأضاف المصدر أن "ثلاثة من أفراد اللجان قتلوا خلال مواجهات مساء أمس، بالإضافة إلى إصابة ثلاثة آخرين"، مشيراً إلى مقتل عدد من مسلحي الحوثي خلال المواجهات.
وتشهد محافظة الجوف منذ أشهر مواجهات عنيفة بين الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة، وبين مسلحي جماعة الحوثي من جهة ثانية، في محاولة من الجماعة المسلحة للسيطرة على محافظة الجوف الحدودية مع السعودية والقريبة من حقول النفط والغاز في محافظة مأرب.