أرشيف محلي

السفير الأمريكي في صنعاء يدعو جميع الأطراف اليمنية إلى حسن النية

أكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية بصنعاء ماثيو تولر أن بلاده ستواصل تقديم كافة سبل الدعم والعون لليمن ليخرج من الأزمة الراهنة بلداً قوياً أمناً ومستقراً .. مجددا في ذات الوقت دعم بلاده والمجتمع الدولي للجهود التي يبذلها الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية لتجاوز هذه الأزمة سلمياً.

وقال السفير تولر في مؤتمر صحفي عقده اليوم بصنعاء " تحية لليمنيين من الولايات المتحدة الأمريكية لما يقومون به من جهود ويحاولوا أن ينجزوه عبر الحوار والمفاوضات السياسية التي ضمت أصوات جديدة لم يكن لها وجود رغم الصعوبات الاقتصادية والتحديات الأمنية".. مؤكدا ان بلاده تدعم هذه الجهود ومعجبة بها .

وأهاب السفير الأمريكي بجميع الأطراف في اليمن بانتهاج الحوار والحكمة لحل كل المشاكل وأن يدركوا جميعا أن الحل بيدهم ولن يأتي من الخارج وأن البديل للحوار هو ما نراه في سوريا وليبيا وبعض الدول، مطالبا وسائل الإعلام إلى القيام بدور إيجابي في هذا الجانب والتوعية بضرورة انتهاج الحوار لمعالجة القضايا العالقة ومخاطر الإنزلاق نحو دوامة العنف والصراع.

وقال :" على جميع الأطراف الدخول في المفاوضات الجارية بحسن نية للتوصل إلى حل دائم للأزمة وبما ينسجم مع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل".

وأضاف " نحن ندرك كما يدرك اليمنيون بأن أي مواجهات مسلحة ستدمر اليمن، لذا فإن الأمر يستدعي دعم جهود الرئيس عبد ربه منصور هادي لحل هذه الأزمة عبر المفاوضات والوقوف سوياً لمواجهة من يعرقلون مسيرة التسوية السلمية".. معتبراً نجاح المفاوضات الحالية خطوة في الاتجاه الصحيح.

ومضى سفير الولايات المتحدة الأمريكية قائلا:" نحن ندرك أن كل الأطراف التي شاركت في مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومنها جماعة الحوثي وتوافقت على مخرجاته الإيجابية، لها طموحات سياسية مشروعة، إلا أن الأمر يدعو إلى الشك عند لجوئهم إلى استخدام القوة ".. داعياً عبد الملك الحوثي وأنصاره إلى الممارسات السياسية السليمة التي تتناسب مع مشاركتهم في الحوار لتحقيق طموحاتهم.

وأشار السفير تولر إلى أهمية التعامل بحسن نية من قبل جميع الأطراف الفاعلة في الساحة اليمنية بعيداً عن التشكيك بنوايا الآخرين أو مقاصدهم باعتبار حسن النية الوسيلة المثلى للوصول إلى نتائج إيجابية تخدم المصالح العليا لليمن .. معتبرا أن اليمنيين أثبتوا للعالم من خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل أنهم يمثلون أنموذجاً يحتذى به في التعاطي مع الأزمات بما يصون أمن وسلامة البلد.

وأردف قائلا: " إن ما يجب التأكيد عليه أن دور سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية يقتصر على ضمانة تنفيذ العملية السياسية المرتكزة على المبادرة وأن هذه العملية تعود ملكيتها للشعب اليمني وحده والحوار الوطني الشامل وما خرج به من نتائج أجمعت عليها كافة مكونات الحوار يعبر عن أصوات جميع اليمنيين وأي شخص يشكك في نتائج الحوار يجعلنا نشكك في نواياه " .. مبينا أن دعم المجتمع الدولي للرئيس عبد ربه منصور هادي إنما يأتي إدراكاً إلى أن هذا الدعم يصب في مصلحة اليمن باعتبار الرئيس هادي يمثل صوت اليمنيين جميعاً.

ولفت سفير الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن المراحل الانتقالية في أي بلد من بلدان العالم عملية ليست بالسهلة إطلاقاً والشواهد على ذلك كثيرة في المنطقة حيث أن بعضها قادت إلى العنف والحروب الأهلية الأمر الذي تحاشاه اليمنيون حتى الآن مما أكسبهم احترام وتقدير العالم لأنهم أثبتوا التزامهم القوي بعملية انتقالية سلمية تصل باليمن وأهله إلى بر الآمان.. مؤكداً أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة لن يهدأ له بالاً حتى يقدم لليمنيين كافة سبل الدعم والمساعدة للخروج ببلدهم من هذه الأزمة وبناء بلد آمن ومستقر ومزدهر.

وفي حين أوضح أن السفارة الأمريكية بصنعاء ليس لديها أي تواصل مباشر في الوقت الراهن مع جماعة الحوثي، أكد في ذات الوقت أن السفارة ليس لديها أي اعتراض على التواصل المباشر معهم كونهم جزء مهم من مكونات الشعب اليمني .

وتابع قائلا :" ما نأمله هو استمرار الحوثيين في العملية السياسية لأنهم من خلالها سيكسبون الكثير وسيتم التعاطي مع أي مظالم لهم سواء في الفترة الماضية أو حالياً إلا أن لجوؤهم للعنف سيجعل المجتمع الدولي والكثير من الدول تدين ذلك".. مشيرا في هذا الصدد إلى أن أمريكا كجزء من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ومن العشر الدول الراعية للمبادرة الخليجية عبرت عن القلق البالغ من الأنشطة التي تقوم بها جماعة أنصار الله مما أدى إلى تدهور الوضع الأمني في اليمن.

وتطرق السفير الأمريكي إلى حرية الإعلام التي يعيشها اليمن.. مشددا في هذا الإطار على أهمية دعم حرية الإعلام والرأي بحيث تكون حرية مسؤولة تتناسب مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي أكد على أن من حق الجميع التعبير عن آرائهم بكل حرية وشفافية وبمسؤولية كاملة ومهنية.

وفيما يتعلق بالتعاون الأمريكي اليمني في المجال العسكري والأمني، أوضح السفير تولر أن هذا التعاون يقتصر على الجوانب الفنية والتدريب والتأهيل من خلال ايفاد خبراء واستشاريين للتدريب فقط .. مؤكدا أنه لا صحة البتة لما زعمته بعض وسائل الاعلام عن وجود أفراد للمارينز على الأراضي اليمنية أو سفن حربية أمريكية في مياه اليمن الإقليمية.

واعتبر أن الوضع الراهن في اليمن يؤثر بالتأكيد على الحرب ضد تنظيم القاعدة الإرهابي باعتبار أن القاعدة لا يهمها أن يمضي اليمن في طريق الأمن وبناء الدولة وليس لديهم أهداف تنموية فهي ضد الجميع وتريد تدمير البلد.

وحول الدعم الاقتصادي لليمن قال السفير تولر " إذا أردنا أن نبني يمن أمن ومستقر ومزدهر يجب أن نركز على الجانب الاقتصادي واليمن يمتلك الكثير من الموارد الاقتصادية التي تمكنه من بناء يمن مزدهر".. لافتاً إلى أن ما يحدث في اليمن هو نتيجة تراكمات سياسية وأمنية منذ فترة طويلة وأن ذلك أضاع على اليمن فرص كثيرة إضافة إلى أن عدم وجود حكومة قوية أعاق جهود البناء والتنمية.

وبين أن الولايات المتحدة قدمت لليمن 800 مليون دولار منذ عام 2012م لمواجهة الأعباء وأن برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ركزت على بناء الحوكمة وتطوير القطاع التعليمي ودعم برامج الصحة ومساعدة اليمن على تأسيس إصلاحات اقتصادية حقيقية.

وقال " نحن ندعم الاصلاحات الاقتصادية باعتبارها المحور الأساسي ويجب أن تتوازى مع إصلاحات شاملة سياسية واقتصادية وبناء القدرات للقوات المسلحة والأمن".. مشيراً إلى أن الكثير من المسؤولين اليمنيين يدركون الحاجة إلى الاصلاحات الاقتصادية حيث ان الدعم للمشتقات النفطية يستهلك أغلب موارد البلاد .

وفيما يتعلق بقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن أكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية أن المجتمع الدولي يرغب في أن يعبر اليمن المرحلة الانتقالية وان هذه القرارات وسيلة فعالة وقوية جداً تتيح للمجتمع الدولي اتخاذ إجراءات قوية وفعالة ورادعة في حق كل من يعرقل مسيرة التسوية السلمية في اليمن.. لافتاً إلى أن الممارسات المعيقة للتسوية والمهددة لأمن اليمن واستقراره سيتم تحويلها إلى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ ما يراه مناسباً لمساندة اليمن لتجاوز تحدياته وأزماته وأن أي طرف يحاول أن يعرقل سيكون عرضة لإجراءات رادعة.

وبشأن التدخل الإيراني في شئون اليمن الداخلية .. قال السفير الأمريكي :"لقد أعلنا موقفنا في بيان الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية والذي تضمن التعبير عن قلقنا فيما يتعلق بالتدخل الإيراني في اليمن وأكدنا أن أي بلد يهمه امن واستقرار اليمن عليه ان يدعم تنفيذ المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار ".

واعتبر التدخل الإيراني يؤثر على مصالح أمريكا وحلفائها وأصدقائها في المنقطة .. ومضى قائلا :" كما ننظر بقلق عميق لجهود إيران للحصول على التقنية النووية ولدينا جهود مستمرة مع شركائنا حول ذلك باعتبار ان إيران تحاول ان تستغل الأوضاع المتزعزعة في المنطقة وتتدخل في شئون جيرانها كما ان لدينا قلق من تعامل إيران مع مواطنيها ايضاً ".

زر الذهاب إلى الأعلى