عقد هادي، مساء الخميس، اجتماعاً طارئاً للحكومة وكبار قادة الدولة والجيش والشرطة، لبحث تهديدات جماعة أنصار الله (الحوثيين)، بعد ساعات من اندلاع اشتباكات مع مسلحين حوثيين، شمالي العاصمة صنعاء. وتزامن الاجتماع مع اشتباكات وقعت مساء بين مسلحين حوثيين وطاقم حراس مبنى التلفزيون الرسمي اليمني، في شارع المطار في صنعاء.
وبحث هادي، خلال الاجتماع، تطورات الوضع في صنعاء، بعد توسع الاشتباكات في حي شملان وشمولها شارع الثلاثين ومحيط جامعة الإيمان الأهلية، التي يترأسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني.
وتزامنت التطورات الأمنية مع استمرار المفاوضات، التي يجريها المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر، مع زعيم جماعة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، في محافظة صعدة، معقل الجماعة، شمالي البلاد.
وكانت اشتباكات قد اندلعت شمالي غرب صنعاء، على بعد خمسة كيلومترات من منزل الرئيس، عبد ربه منصور هادي. وأفادت مصادر محلية بأنّ "اشتباكات دارت في شارع الثلاثين وأحياء مجاورة شمالي غرب العاصمة، وتحديداً بالقرب من جامعة الإيمان ومقرّ الفرقة الأولى مدرع، المؤيدة لثورة فبراير، التي قادها اللواء علي محسن الأحمر".
وتعد الجامعة والفرقة من ضمن الأماكن في العاصمة، التي يتوعد مسلحو "الحوثي" بالسيطرة عليها. كما يعدّ مكان الفرقة مقراً لقيادة المنطقة العسكرية السادسة. وتحيط بهما أحياء سكنية من الجهات كافة.
وأفاد شهود عيان ل "العربي الجديد" بأنّ "الاشتباكات هدأت بعد انتشار الجيش، الذي اعتقل نحو 30 من مسلحي الجماعة، كما صادر سيارة تابعة لهم".
في غضون ذلك، ذكرت مصادر إعلامية محليّة أنّ الرئيس اليمني أكد لقيادات سياسية في هيئة "الاصطفاف الشعبي"، التقاها اليوم الخميس، أنّه من المتوقّع "تشكيل لجان شعبية" للدفاع عن صنعاء، في حال فشل الاتفاق، الذي يسعى بن عمر إلى التوصّل إليه.
وبحسب المصادر، فإن هادي كشف خلال اللقاء، الذي لم يعلن عنه حتى الآن في الوسائل الرسمية، عن أنّ المفاوضات مع الحوثيين تضمّنت مطالب إيرانية بالإفراج عن متهمين إيرانيين معتقلين في اليمن، وآخرين على ارتباط بها.
وفي مسار المفاوضات الجارية بين السلطة وجماعة "الحوثيين"، بهدف تشكيل حكومة جديدة مقابل رفع اعتصاماتهم المسلحة من صنعاء ومحيطها، لا يزال المبعوث الأممي متواجداً في مدينة صعدة، لليوم الثاني على التوالي، للتفاوض مع زعيم "الجماعة".
من جهة ثانية، نشر ناشطون "حوثيون" صوراً جمعت بن عمر مع القائد العسكري لـ"الحوثيين" أبي علي الحاكم، الذي ورد اسمه في بيان أخير لمجلس الأمن الدولي، والذي عبر عن قلق المجتمع الدولي إزاء تحركات الحوثيين.
في المقابل، أفاد المتحدث الرسمي باسم "أنصار الله"، محمد عبدالسلام، في بيان، بأنّ "زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي التقى، مساء أمس، مبعوث الأمم المتحدة، جمال بن عمر، في جلسة ثنائيّة، وخلال اللقاء تمسّك بمطالبه كأولوية لأية نقاشات مع السلطة".
ونقل عبد السلام عن الحوثي قوله إن "كثيراً من المحاولات، التي قامت بها السلطة، في مواجهة الخيارات الثورية الشعبية السلمية، تثبت أنها لا تزال مصرّة على موقفها بعدم الاستجابة للمطالب الشعبية"، معتبراً في الوقت ذاته أنّ "الجرائم الوحشية، التي ارتكبتها السلطة بحق الثوار والمعتصمين سلمياً جرائم بشعة، تكشف عن صورة السلطة القمعيّة، التي لا تحترم النشاط السلمي والتعبير عن الرأي".
واللافت أن عبد السلام لم يتطرق إلى تفاصيل التفاوض حول تشكيل حكومة جديدة ورفع الاعتصامات، مكتفياً بنقل استغراب زعيم الجماعة من "القلق المصطنع لبعض الأطراف الدولية من الحراك الثوري الشعبي"، مؤكداً أن ذلك الحراك "لن يتوقف وسيظل مستمراً".