arpo28

أحداث 21 سبتمبر بصنعاء.. ضعف الجيش أم قوة الحوثيين؟!

بدا مفاجئاً لأبناء صنعاء قبل غيرهم وصول الميليشيا المسلحة إلى داخل العاصمة اليمنية وسيطرتهم على كثير من مؤسسات الدولة ومرافقها المدنية والعسكرية في غضون ساعات. هل يدل هذا التقدم على ضعف قوات الجيش أم يدل على مدى القوة التي وصلت إليها قوات جماعة الحوثي، والجواب الأقرب إلى الواقع: لا هذا ولا ذاك، ففي صنعاء ترابط عدد من الألوية والمعسكرات بإمكانها أن تصد عدوان عشرين جيشاً؛ بحسب مسؤول عسكري لـ"العربي الجديد"، يضيف المسؤول الذي اشترط عدم نشر اسمه "ولكن الذي حدث هو أن كل معسكر يتم استهدافه على حدة دون أن يتحرك المعسكر الآخر لنجدة أخيه، وذلك ما يتعمده وزير الدفاع محمد ناصر أحمد".

تضاريس صنعاء

تبدو صنعاء محصنة بشكل طبيعي بسبب وجودها بين سلسلتين جبليتين، جبال عيبان غرباً ونقم شرقاً، ويحرسها من الشمال معسكر الصمع ومن الجنوب ألوية قوات الاحتياط في "سواد حزيز"، بالاضافة إلى العديد من المعسكرات التابعة للأمن والجيش داخل المدينة كمعسكرات النجدة والفرقة والشرطة العسكرية وحماية المنشآت وقوات الأمن الخاصة.

وتم توزيع المعسكرات على صنعاء وفقاً لمعطيات حصار السبعين يوماً من قبل فلول النظام الإمامي أواخر العام 1967 وأوائل 1968، وتنتهي حدود انتشار أي معسكر مع بداية انتشار المعسكر الآخر. وبالتالي من الصعوبة بمكان على ميليشيا مسلحة اختراق العاصمة والوصول إلى أماكن حساسة مثل موقع التلفزيون والفرقة الأولى مدرع ثم تساقط بقية المناطق. ما يعزز أن الحوثيين وهادي ليسا طرفين في هذه المعركة بل هما طرف واحد ويقع في الطرف الثاني الجيش سواء الذي كان بقيادة علي محسن الأحمر أو الذي كان تحت قيادة أحمد علي عبدالله صالح نجل الرئيس السابق.

فمثلما يهاجم الحوثيون معسكر الفرقة في منطقة "سواد حنش" فإنهم يهاجمون معسكر قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقاً) في منطقة "سواد حزيز"، ولكنهم يبدأون بالخصوم واحداً تلو الآخر لكي لا يواجهوهم مجتمعين. وبهذه الطريقة يتم إنهاك كل لواء عسكري محاصر بمليشيات الحوثي دون دعمه بالتعزيزات من الألوية الأخرى. وعلى هذا الأساس بدا لكثير من المراقبين داخل صنعاء أن ما يحدث هو عملية تسليم صنعاء لمسلحي الحوثي بتواطؤ الرئيس هادي ووزير دفاعه.

وإزاء عمليات السقوط الصادم والمفاجئ للمواقع العسكرية الاستراتيجية في صنعاء تحرص الآلة الإعلامية التابعة للسلطة على تصوير الأمر وكأنه محاولة انقلابية من قبل الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالتعاون مع الحوثيين، وهي تهمة لا تتسق مع وتيرة التفاوض الجارية على قدم وساق بين هادي والحوثيين، كما أنها - حال صحتها - لا تعفي هادي من مسؤوليته في حماية العاصمة.

ويظل الحديث عن اتفاقات مع جماعة مسلحة صارت تمسك بخناق العاصمة وتدير مواجهات مسلحة بمبررات مختلفة ينزح على إثرها الآلاف من السكان أمراً يثير الاستغراب حسب العديد من المراقبين. إذ كيف يتم التوصل إلى اتفاقات في ظل استمرار القصف على أبرز مؤسسات الدولة، دون أن تشترط الدولة على الحوثيين التوقف عن عملية اسقاط المرافق الحكومية والعسكرية.. وهذا ما جعل التفسيرات تتعدد بين أن هادي يستخدم الميليشيا للتخلص من القوة العسكرية للدولة الحالية في اليمن، وبين أن هادي ليس على قدر المسؤولية.

زر الذهاب إلى الأعلى