واصلت طائرات الحلف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية غاراتها على أهداف للتنظيم في سوريا والعراق، في حين قررت الولايات المتحدة الأميركية إرسال مائتي عسكري إلى العراق، وذلك كجزء من 475 عسكريا أعلن الرئيس باراك أوباما إرسالهم للمنطقة.
وقال مراسل الجزيرة إن غارات جوية استهدفت اليوم الجمعة قواعد ومراكز لتنظيم الدولة قرب مدينة الميادين بمحافظة دير الزور شرقي سوريا.
وجاء ذلك بعد يوم من تأكيد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) جون كيربي أن عشر مقاتلات من السعودية والإمارات نفذت أمس غارات "ناجحة" برفقة ست مقاتلات أميركية على 12 موقعا لتكرير النفط يسيطر عليها تنظيم الدولة شرقي سوريا، ومن بينها حقل التنك في دير الزور وحقول أخرى في محافظة الحسكة.
وقالت القيادة المركزية الأميركية إن ضرب المصافي سيسمح بحرمان تنظيم الدولة من مصدر تمويل مهم كان يوفر له نحو مليوني دولار يوميا.
وشمل قصف طائرات التحالف الدولي أيضا مواقع تابعة لجبهة النصرة في شرق سوريا، وذلك وفقا لما أورده ناشطون.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلى الذين سقطوا منذ بدء الغارات على سوريا الثلاثاء الماضي بلغ 84 من تنظيم الدولة و57 من جبهة النصرة إضافة إلى 13 مدنيا.
وفي العراق قال مراسل الجزيرة إن طائرات فرنسية قصفت مساء الخميس مواقع لتنظيم الدولة في بلدة داقوق قرب كركوك شمال العاصمة بغداد.
[b]غارات فرنسية[/b]
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان فرنسا أنها شنت غارات جوية على شمال العراق يعتقد أنها استهدفت مواقع لتنظيم الدولة. وهذه ثاني مرة تشارك فيها مقاتلات القوات الفرنسية منذ شنها غارات يوم 19 سبتمبر/أيلول الجاري في إطار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة.
وبموازاة ذلك، قال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان لإذاعة "آر تي أل" الخميس إن إمكانية مشاركة بلاده في الغارات على مواقع تنظيم الدولة في سوريا تبقى أمرا مطروحا، رغم استبعاد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ذلك في وقت سابق، وفي ظل تأكيدات باريس أن المشاركة الفرنسية ستقتصر فقط على أهداف في العراق.
وأعلنت بريطانيا الخميس أنها ستنضم إلى التحالف المناهض لتنظيم الدولة، وستشارك في ضرب أهداف تابعة لهذا التنظيم. واستدعى رئيس الوزراء ديفد كاميرون البرلمان الذي يتوقع أن يمنح موافقته على هذه الخطوة اليوم الجمعة.
وبخصوص تقييمه لمسار عمليات القصف لغاية الآن، قال المتحدث باسم البنتاغون إن من السابق لأوانه القول إن التحالف "ينتصر" على تنظيم الدولة، وأوضح أن التنظيم ما زال بإمكانه الوصول إلى متطوعين وأسلحة وتمويل حتى بعد عمليات القصف في سوريا والعراق.
وأكد كيربي أن الضربات التي بدأت في سوريا هذا الأسبوع والعراق الشهر الماضي هي "مجرد بداية" لمعركة قد تستغرق سنوات، وقدر تكلفة الضربات ما بين سبعة وعشرة ملايين دولار يوميا.
من جانب آخر أكد كيربي أن وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل وافق على نقل خمسمائة عسكري خلال أكتوبر/تشرين الأول القادم من معسكر "فورت رايلي" بولاية كنساس، إلى القيادة المركزية بمدينة تامبا في ولاية فلوريدا، لتوزيعهم على مناطق خارج الولايات المتحدة.
وأوضح أن من بين من سيتم نقلهم مائتي عسكري سيرسلون إلى العراق كجزء من 475 عسكريا الذين أعلن أوباما في العاشر من الشهر الجاري عزمه إرسالهم ضمن إستراتيجيته لمواجهة تنظيم الدولة.
وقال أوباما إن هذه العناصر ستعمل على تدريب القوات العراقية والكردية، وتزويدها بالأسلحة والمعلومات الاستخبارية.