قتل تسعة جنود أوكرانيين في وقت متأخر من الليلة الماضية عندما أصابت قذيفة أطلقها انفصاليون ناقلة جند مدرعة كانت تقلهم بالقرب من المطار الرئيسي في دونيتسك شرق البلاد.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني أندري ليسنكو تأكيده مقتل تسعة جنود أوكرانيين وجرح 27 آخرين يوم أمس في معارك مع الانفصاليين في دونيتسك.
ونقلت الوكالة نفسها عن بيان لبلدية مدينة دونتسك قولها إن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب خمسة آخرون الأحد إثر إطلاق نار في عدة أحياء.
وبدورها نقلت وكالة رويترز عن المتحدث العسكري الأوكراني نفسه قوله صباح اليوم إن الانفصاليين في دونيتسك قتلوا سبعة جنود أوكرانيين بقذيفة أطلقوها من دبابة.
وكانت مجموعة الاتصال المؤلفة من ممثلين عن روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، قد توصلت يوم 5 سبتمبر/أيلول الجاري إلى بروتوكول لوقف إطلاق النار خلال المباحثات التي جرت في مينسك، لكن تم انتهاكه مرارا من القوات الحكومية الأوكرانية والانفصاليين.
وفي السياق نفسه، كتب يوري بيريوكوف مستشار الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن الانفصاليين أطلقوا قذيفة مدفعية على جنود أوكرانيين وجرحوا منهم تسعة. وأضاف أن القوات الأوكرانية ردت على الدبابة التي أطلقت النار ودمرتها.
وقالت الأمم المتحدة في 23 سبتمبر/أيلول إن أكثر من 3500 قتلوا في النزاع الدائر في أوكرانيا، بينهم 298 راكبا كانوا على متن طائرة ماليزية اتهم الانفصاليون بإسقاطها بصاروخ.
[b]استعداد للانسحاب[/b]
وتأتي هذه التطورات في وقت يستعد فيه الجيش الأوكراني وقوات الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد لتنفيذ انسحاب ثنائي متزامن من خط الجبهة، في ظل تكهنات بصعوبة التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بسبب استمرار المعارك المتفرقة في أكثر من منطقة.
وتم التوصل إلى هذا الاتفاق بشأن الانسحاب الثنائي المتزامن قبل أسبوع في مينسك بروسيا البيضاء بين الحكومة الأوكرانية والانفصاليين وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وينص على إنشاء منطقة عازلة لفصل القوات الحكومية عن المقاتلين الموالين لموسكو، وسحب الأسلحة الثقيلة والمسلحين لضمان وقف لإطلاق النار في شرق أوكرانيا.
كما ينص الاتفاق على إبعاد المدفعية 15 كلم عن خط المواجهة من الجانبين لخلق منطقة عازلة تبلغ مساحتها 30 كلم، وعلى عدم استعمال الأسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة، ومنع المقاتلات والطائرات دون طيار من التحليق فوق المنطقة الأمنية التي ستكون تحت مراقبة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
ويرى مراقبون أن وقف إطلاق النار والهدوء على الصعيد العسكري لا يعني بالضرورة قرب التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة، خاصة في ظل رفض انفصاليي الشرق العرض الذي قدمته حكومة كييف بمنحهم وضعا خاصا.
كما يزيد مناخ عدم الثقة السائد بين الغرب وروسيا في صعوبة التسوية السياسية للأزمة، حيث صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت في الأمم المتحدة أن أوكرانيا "ضحية العجرفة السياسية لواشنطن التي دعمت مع الأوروبيين الانقلاب الذي أطاح بالرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش" الموالي لروسيا.
ويسيطر الانفصاليون على منطقة متاخمة لروسيا بطول 230 كلم وعرض 160 كلم، وهي رقعة تشكل حوالي 3% من مساحة أوكرانيا، ويقطنها نحو 9% من سكان البلاد.