أرشيف محلي

اليمن يستقبل "الأضحى" بلا حكومة... وصالح يعتذر لمعايديه

لم تصدُق تصريحات مسؤولين كبار في اليمن حول تشكيل الحكومة العتيدة قبل عيد الأضحى. فقد أطلّ أول أيام العيد قبل الإعلان عن اسم الشخصية المكلّفة بتشكيل "حكومة الشراكة" المنبثقة من "اتفاق السلم والشراكة" الموقّع بين جماعة الحوثي، والقوى السياسية الأخرى في 21 سبتمبر/ أيلول الماضي.

وكان من المقرر، وفقاً لمعلومات حصلت عليها "العربي الجديد"، من وزير في حكومة الوفاق الحالية، أن تجري تسمية رئيس الوزراء الجديد يوم الجمعة الماضي، لكن عوائق حالت دون ذلك الاعلان حتى اللحظة، مع توقعات أن يتم الاعلان عنه اليوم، السبت، أو غداً، الأحد.

ونقلت وسائل إعلام يمنية عن عضو المكتب السياسي لجماعة "الحوثيين"، علي القحوم، قوله إن "السبب وراء تأخّر الإعلان عن اسم رئيس الحكومة، يعود لعدم توفّر الشخصية المطلوبة وفق الشروط، لذا فإن البحث لا يزال جارياً".

وعن الشروط الواجب توافرها في شخصية رئيس الوزراء المقبل، يوضح القحوم أن تلك الشخصية يجب أن تكون "شخصية كفؤة ومؤهلة، ولم تتلوث بالفساد أو بالدم". ويؤكد أنه "لا يوجد أي طرف يعرقل ذلك، بل على العكس، الجميع يسعون لتنفيذ أولى البنود في اتفاق الشراكة والسلم".

من جهة أخرى، اعتذر الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، عن عدم تمكّنه من استقبال معايديه طيلة أيام عيد الأضحى، خلافاً للعادة التي درج عليها منذ تنحيه عن السلطة، أواخر 2011. إذ دأب صالح على فتح بيته لعموم المواطنين الراغبين في مصافحته وتهنئته بالعيد.

ويبرّر مصدر في مكتب صالح الاعتذار عن استقبال مهنئيه بأن "الرئيس السابق أراد بذلك تخفيف المشقّة وعناء السفر والتنقلات للقاصدين تهنئته بعيد الاضحى في ظل ظروف أمنية واقتصادية مختلفة" (صعبة).

وفي حين، لم يطلّ رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، بخطاب عشية العيد، كعرف رئاسي معتاد في هذه المناسبة، لكونه أطل قبل أسبوع في خطاب لمناسبة عيد ثورة 26 سبتمبر، حرص سلفه، صالح، على توجيه خطاب عشية العيد عبّر فيه عن حزنه أن "يأتي عيد الأضحى هذا العام في ظروف بالغة التعقيد والصعوبة، محفوفة بالمخاطر والقلق النفسي خوفاً على الوطن".

وجسّد صالح نبرة المعارضة، حين خاطب أعضاء حزبه (المؤتمر الشعبي العام) والأحزاب المتحالفة معه بأن "جميعكم يدرك حقيقة الوضع الخطير الذي يمر به وطننا والذي يشكل محصّلة لمجمل الأحداث والمتغيّرات السلبية الخطيرة التي بدأت مفاعيلها بداية عام 2011، تحت ما سمّي بالربيع العربي.

هذا الوضع المتردي والكارثي بكل المقاييس، يضع أمامكم وأمام كل المواطنين الشرفاء باختلاف ألوان أطيافهم السياسية، مهاماً تاريخية جسيمة وواجبات وطنية تحتاج إلى التضحية من أجل الخروج بالوطن من هذا الوضع المأساوي، ومن دائرة الفشل والعنف والفوضى والاقتتال".

وحثّ صالح أنصاره على الصمود والثبات "كما صمدوا وثبتوا أثناء أزمة عام 2011، وحتى اليوم، على الرغم من التهميش والإقصاءات والاستعداء والحملات الإعلامية الكاذبة"، حسب تعبيره.

وفي سياق آخر، أعلن قيادي في الحراك الجنوبي، مقرّب من هادي، أمس الجمعة، أن فترة ما بعد عيد الأضحى ستشهد تأسيس ما سمّاه "مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي".

وقال رئيس "المؤتمر الوطني لشعب الجنوب"، محمد علي أحمد، في بيان، إنه "يهلّ علينا عيد الأضحى هذا العام في ظروف ومتغيّرات متسارعة، ومعها تسارعت خطواتنا والخيّرين الأوفياء من القيادات الجنوبية والنُّخَب نحو تأسيس (مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي)، والذي وصلت الترتيبات لتشكيله إلى مراحلها الأخيرة لنجاح إعلانه، إذ كنا نحرص أن يكون إعلان تأسيسه قبل عيد الأضحى، إلا أننا أجّلنا الإعلان الرسمي نزولاً عند رغبة بعض المكوّنات التي طلبت ذلك لمزيد من التشاور في ما بينها ولإعطاء فرصة لمشاركة الجميع".

وأكد أحمد أنه بعد إجازة عيد الأضحى "سيتم الإشهار والإعلان الرسمي لبدء تشكيل المجلس، وسيمثل خير هدية نقدمها لشعبنا لمناسبة احتفالاته بذكرى الثورة الأم لثورات شعب الجنوب في 14 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري".

زر الذهاب إلى الأعلى