مر أكثر من عام منذ قامت حكومة الوفاق الوطني بإقرار يوم السبت راحة أسبوعية بدلا من الخميس، إضافة إلى الجمعة، بعد تردد دام خمس سنوات تحسبا لردة فعل متوقعة من بعض المعارضين الذين اعتبروا الأمر محاكاة "لليهود والنصارى".
وهدفت الحكومة من القرار إلى تلبية متطلبات القطاع الاستثماري العام والخاص ومكاتب السفارات والبعثات الدولية، بما يزيد من أيام انتفاعها ويقلل خسائرها.
وسبب القرار الذي اتخذ في 29 يونيو/حزيران 2013 جدلا واسعا في الأوساط اليمنية، فانقسم اليمنيون بين مؤيد مقتنع بالدوافع الاقتصادية، ورافض يستند إلى آراء بعض علماء الدين. وامتدت المعارضة إلى أطراف اعتبارية، أبرزها الدكتور عبدالعزيز المقالح الذي تساءل في مقال عن سبب تغيير موعد الإجازة، مشككا في تنفيذ القرار لأسباب على رأسها أنه "لم يخضع لمناقشة فئات الشعب التي يعنيها بوصفه شأناً عاماً لا يخص مجموعة تقرر فتغدو قراراتها نافذة".
وما يزال صالح العباسي (صاحب محل تجاري) حتى اليوم يعتبر القرار مخالفا للشرع، يقول: "السبت عطلة اليهود، ومن تشبه باليهود فهو منهم، وأنا حتى الآن لا أتعامل مع هذا اليوم كإجازة وأبيع وأشتري بشكل طبيعي".
أما محمد الوجيه، موظف حكومي، فيرى أن الناس تعودوا على إجازة السبت وتكيفوا. يقول: "أغلب المكاتب تكتظ بالمعاملات يوم الأحد، والإجازة يوم السبت تعطي مجالاً أكبر للاستفادة من يوم الجمعة الذي يعتبر عائلياً بامتياز".
ويقلل صدام العريفي، موظف حكومي، من جدوى القرار معتبرا أن الحكومة أضافت يوما ثالثا إلى عطل الأسبوع، لأن الناس لا يلتزمون بالدوام يوم الخميس.
من جانبها، فضلت وفاء محمد (مدرسة) عطلة السبت لأن الإجازة تتيح لها وقتا إضافيا مع أطفالها يوم الجمعة.
وكيل وزارة الخدمة المدنية ورئيس قطاع الرقابة، سعيد العبسي، أكد أن القرار الذي ظل متعثراً لخمس سنوات أصبح اليوم سارياً على كافة الدوائر الحكومية والعامة في اليمن.
وبين العبسي لـ"العربي الجديد" أن الوزارة ممثلة بقطاع الرقابة والتفتيش تنظم حملات ميدانية لمراقبة مستوى الانضباط الوظيفي، ويرى العبسي أن هناك "تقبّلا كبيرا لإجازة السبت خاصة بعد تطبيقها في الدوائر الحكومية والخاصة، وأن نسبة الانضباط الوظيفي بعد إقرار اجازة السبت ارتفعت إلى 75 في المائة بعد مرور أكثر من عام على البدء بتطبيقه، رغم وجود اختلالات في بعض الدوائر الحكومية خاصة يوم الخميس".