انتقد مستشار رئيس الجمهورية والأمين العام السابق للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري/ سلطان العتواني انتقد بشدة مواقف دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودعاهم لمراجعة مواقفهم وإعادة النظر في علاقاتهم مع الدولة وكافة القوى السياسية اليمنية..
وقال: إن الخليجين يقفلون أبوابهم أمام تفهم الوضع في اليمن وأنه ليست لهم أي علاقات مع القوى السياسية باستثناء شخصيات في الحكم ومشائخ قبليين.. ودعا الدول الخليجية للانفتاح على كافة القوى في اليمن ولمراجعة علاقاتهم مع حزب التجمع اليمني للإصلاح..
وقال العتواني- في برنامج قصار القول على قناة "روسيا اليوم" مساء أمس- إن الحوثيين قد قاموا بإطلاق السجناء الإيرانيين من سجن جهاز الأمن القومي بالقوة وإن إطلاق السجناء الإيرانيين لم يتم بناءً على اتفاق سياسي وإنما بناء على ضغوط مارستها جماعة الحوثي ومسلحوها..
واعتبر العتواني أن ما جرى اليوم "أمس" من توافق على اختيار الأخ/ خالد بحاح- رئيسا للحكومة- يؤكد أن الجميع لا بد من أن يكونوا عوناً وسنداً للحكومة الجديدة التي سيرأسها الأخ خالد بحاح وبالتالي ينبغي أن يكون هذا الاختيار هو نهاية الاحتقان الذي مرت به اليمن خلال الثلاثة الأسابيع الماضية بعد توقيع اتفاق السلم والشراكة في الـ21 سبتمبر حد قوله.
وأوضح العتواني- فيما يخص موقف دول الخليج من اليمن- قائلاً: "أنا أقول بأن موقف الإخوة في دول الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية لم يكن بالمستوى المطلوب الذي يشد من أزر القيادة السياسية ويقدم الدعم لإخوانهم في اليمن لكي يتجاوزوا أوضاعهم الاقتصادية ولكي يعملوا على التمكن من بناء المؤسسات التي نصت عليها مخرجات الحوار الوطني ولقد تعاملوا مع اليمن تعامل ريبة خلال الفترة الماضية"..
وتابع العتواني قائلا: "طبعا كانت تربطهم علاقات بالنظام السابق بعد ثورة 11 فبراير, لم يلتفت الإخوة في الخليج- رغم أنهم قدموا المبادرة الخليجية كحل أو تسوية سياسية- لكنهم بالمقابل لم يقدموا الدعم الاقتصادي الذي يوحي بأنهم حريصون على اليمن لأن مصدر الخوف على دول الخليج يأتي من اليمن رغم أن الأوضاع الأمنية والحالة الاقتصادية التي يولدها التطرف وتخلق مزيداً من الإشكالات، انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي أيضا لا زال حتى هذه اللحظة مقتصراً على بعض المؤسسات الخليجية وهذا الأمر ينبغي على الأخوة الخليجيين أن يعيدوا النظر فيه لأن انضمام اليمن سيشكل إضافة قوية لهذا المجلس ودور اليمن طبعا لا يجب أن يستهان به في هذا الاطار"..
وأشار العتواني قائلا: "الأخوة الخليجيون لا زالوا قافلين أبوابهم أمام تفهم الوضع في اليمن بشكل كامل, ليست لهم علاقات مع القوى السياسية والقوى الاجتماعية الموجودة في المجتمع رابطين علاقتهم ببعض الشخصيات سواء في الحكم أو الوجاهات المشيخية طبعا, هذا الأمر أدى إلى أن تتكون صورة غير حقيقية وغير واقعية عن اليمن، لابد من أن ينفتح الأخوة الخليجيون على المجتمع اليمني بكل أطيافه السياسية والاجتماعية, لابد من أن يعيدوا النظر في تقييمهم للوضع في اليمن لأن مسألة عداءهم للإخوان أنا أعتقد بأن النظام السابق وبعض وسائل الإعلام ضخمت الأمر"..
ولفت العتواني قائلاً: "الأخوة في حزب التجمع اليمني للإصلاح هو حزب سياسي موجود على الساحة منذ التسعينات يعمل بنشاط سياسي وهو أيضا عضو في اللقاء المشترك, كان له دور في الحياة السياسية من خلال المسيرة التي قادها اللقاء المشترك دور الإخوان المسلمين في اليمن غير دول الإخوان المسلمين في مصر، لأن الإخوان المسلمين في اليمن مؤطرين ضمن حزب سياسي وهم ملتزمون بالقانون وبالتالي المخاوف التي تكونت في هذه المرحلة يعني مخاوف لم تكن بالمستوى الذي جعل الإخوة الخليجيين أو كما اعتقد البعض بأن لهم دورا في مواجهة هذه الجماعة الأمر الذي سحب على علاقتهم باليمن بشكل عام".
وحول العلاقات اليمنية الإيرانية قال العتواني "بحسب معلوماتي إنه كان هناك تواصل ما بين اليمن وإيران عبر الإخوة في عمان وكانت هذه الأمور مطروحة ضمن الخطوات وضمن الشروط التي تطرحها إيران واليمن كانت أيضا تطرح شروطا على الإخوة في إيران لكي يكون موقعهم واضح من دعم الحوثيين ودعم ما يجري في اليمن"..
وأوضح العتواني قائلا: "ما جرى بعد 21 سبتمبر طبعا اختلطت الأوراق كثيراً وإن عملية إطلاق سراح هؤلاء "الإيرانيين" ليس بناء على اتفاق سياسي وإنما بناء على الضغوط التي مارسها الأخوة الحوثيون لإطلاق هؤلاء بالقوة من سجن الأمن القومي وطرح طبعا للرأي العام بأن الأمر تم بناء على اتفاق لكن أنا أعتقد أن الضغوط التي مارسها الأخوة الحوثيون كانت وراء اطلاق صراحهم".
وأضاف العتواني قائلا: "طبعا أنا لا أعتقد أن احتجازهم كان بدون دليل لأننا كيمنيين شاهدنا محتويات الباخرة "جيهان 1وجيهان2" التي تم القبض عليها وكانت محملة بأسلحة كون هذه الأسلحة لم تأت من قبل الدولة الإيرانية مباشرة, لكن أنا أعتقد بأن الأسلحة هذه أتت من جهة داخل إيران لأن هناك جهات عديدة في إيران تتعامل مع المنطقة العربية دون أن تكون أحيانا للسلطة الرسمية علم بما يجري ولم تقدم الحكومة اليمنية هذه الأسلحة كنوع من الافتراء, لكنها كانت أدلة موجودة، وأعتقد أن التواصل- من خلال عمان مع إيران- كان من ضمن قضايا هذه المسألة قضايا الإفراج عن جيهان والإفراج عن البحارة الذين كانوا عليها وأيضا المعتقلون الذين اتهموا بتركيب مصنع لإطلاق الصواريخ" .
واردف قائلا: "أعتقد بأن هذا الموضوع يرتبط بسياسة الخارجية اليمنية وعلى الإخوة دول الجوار وعلى إيران كدولة شقيقة أن يدركوا بأنه يجب أن يربطوا مصالحهم بشكل رئيسي مع اليمن لكي يوفروا الأمن والاستقرار لهم ولليمن أيضا، طرح أو ترك هذا الممر عبر إشراف دولي أيضا من هي الدول التي يمكن أن يوثق بها لكي تقوم بهذا الدور الكل يتسابق على هذا الممر وبالتالي أنا أعتقد بأنه جزء من السيادة اليمنية، على دول الجوار وعلى إيران أن تعمل على تقوية اليمن وتقوية جيشة ومؤسساته لكي يقوم بدورة لحماية هذا الممر بدلا من تدويله لأن تدويله لصالح الكيان الصهيوني وليس لأي طرف آخر".
وفيما يخص قرار مجلس الأمن 2140 الذي وضع اليمن تحت البند السابع قال العتواني- في ختام مداخلته في برنامج قصار القول على قناة روسيا اليوم مساء أمس- : "أنا أقول بالنسبة للقرار الذي صدر "مجلس الأمن" هو جانب معنوي أكثر من ما هو جانب مادي لكن اليوم الدول الكبرى ليست مهتمة باليمن أكثر من اهتمامها بما يجري في الشام والعراق وغيرها من مناطق شمال الوطن العربي، على اليمنيين أنفسهم أن يعملوا على إنهاء كل هذه المظاهر التي تقلقل أو تعرقل مسيرة بناء الدولة اليمنية الحديثة التي خرج بها مؤتمر الحوار وعليهم أن يكونوا هم الطرف الأساسي في تنفيذها لأن الخارج بالتأكيد يمكن أن يتدخل إذا تضررت مصالحه, لكن إذا تضررت مصالح اليمنيين ولم يدركوا بأن الضرر يلحقهم بالدرجة الأولى فلم يأت أحد ليساعدك وأنت لست مدركا مصالحك ولا أيضا كيف تتجنب الضرر".