أدت المواجهات المسلحة في مناطق مختلفة بمحافظة إب وسط اليمن، خلال الأيام الماضية، إلى نزوح بعض الأسر نزوح داخلي وإيقاف العملية التعليمية في المدارس المتواجدة في مناطق التوتر.
وأصدر مكتب التربية بمحافظة إب مساء أمس السبت قرارا يقضي بإيقاف الدراسة في كل من "المشنّة" و"البخار" و"يريم" وهي المناطق التي تدور فيها المواجهات المسلحة بين أنصار الله الحوثيين وبين سكان هذه المناطق.
وقال مدير شؤون الموظفين في مكتب التربية بمديرية "المشنّة"، مشهور السلمي، إن القرار جاء "حرصا على حياة التلاميذ والمدرسين والعامين في المدارس من أن يصيبهم مكروه بسبب المواجهات المسلحة".
وأضاف لـ"العربي الجديد": يوجد في هذه المناطق حوالي 160 مدرسة حكومية وأهلية يرتادها أكثر من 81 ألف طالب وطالبة. وناشد السلمي الأطراف المختلفة "الوصول إلى حل يضمن خروج العناصر المسلحة من داخل مدينة إب المعروف عنها السلام وحقن دماء المدنيين والأطفال.
وكانت المواجهات قد سببت سقوط عدد من المدنين والأطفال في منطقة "يريم" شمال محافظة إب. وهاجمت عناصر تابعة لأنصار الله الحوثيين ليلة أمس أحد منازل وجهاء منطقة "يريم" حيث تم تفجير المنزل مستخدمين اسطونات الغاز والديناميت وغيرها من المواد المتفجرة الأمر الذي أدى إلى قتل مدنيين بينهم الطفل أسامة محمد عبد الله مسعد بدير (10 سنوات).
وأعلنت رئاسة جامعة "البيضاء" اليوم تعليق الدراسة في كليتي التربية والعلوم الادارية في مدينة رداع حتى إشعار آخر، وذلك على خلفية المواجهات التي تدور بين أنصار الله وبعض ألوية الجيش من جهة، وبين عناصر تابعة لتنظيم القاعدة من جهة أخرى.
وأوضح رئيس الجامعة الدكتور سيلان أحمد العرامي لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أن قرار تعليق الدراسة "اتخذ تجنباً لأي أذى قد يصاب به أعضاء هيئة التدريس وموظفي وطلاب وطالبات كليتي التربية والعلوم الادارية في المدينة".
ولذات السبب، قرر مجلس جامعة إب في اجتماعه اليوم برئاسة رئيس الجامعة عبدالعزيز الشعيبي تعليق الدراسة في مختلف كليات الجامعة لمدة أسبوع.
وأقر مجلس الجامعة تشكيل لجنة للتواصل مع قيادة السلطة المحلية والقوى السياسية ذات العلاقة لسحب المسلحين من جوار الجامعة باعتبارها صرحا تعليميا يستفيد منه كل أبناء المحافظة.
وأشار الدكتور الشعيبي خلال الاجتماع إلى أن "هذه الاجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها تأتي في اطار حرص قيادة الجامعة على سلامة كافة منتسبي الجامعة والحفاظ على منشأتها بعيدة عن الاستهداف في أي صراعات".
من جانبها أعلنت إدارة نادي 22 مايو الرياضي بمدينة إب ايقاف عمليات التدريب والأنشطة الرياضية بعد قيام أنصار الله الحوثيين بالسيطرة على الاستاد الرياضي والصالة المغلقة وتحويلها إلى ثكنة عسكرية.
وقال مساعد مدرب نادي شعب إب، الكابتن خالد دغيش، إن "المسلحيين الحوثيين قد اتخذوا من الملعب والصالة المغلقة مركزا لتجمعهم وانطلاقهم". مضيفا أن الاستاد الرياضي يحتوي الآن على مختلف أنواع الأسلحة والمحاربين بدلا عن الأدوات الرياضية والرياضيين.
وأكد دغيش حدوث "مواجهات في محيط الاستاد قبل أيام الأمر الذي أدى إلى اجبارهم على نقل التمارين إلى ملعب الكبسي وهو مكان غير مهيأ للتدريب، حسب قوله.
وناشد دغيش المسلحين "ترك الملعب والحرص على عدم تدميره كما حدث للاستاد الرياضي في محافظة أبين جنوب اليمن والذي تم تدميره تدميرا نهائيا بسبب المواجهات المسلحة قبل سنوات".
وجاء هذا القرار بعد أن كانت الجامعة، دعت في بيان لها مساء أمس، إلى استئناف الدراسة عقب توقيع اتفاق برعاية المحافظ القاضي يحيى الإرياني بين ممثلين عن جماعة الحوثي والقبائل وأطراف سياسية.
وكان مسؤول محلي قال في وقت سابق، إن المسلحين الحوثيين واصلوا انتشارهم في مدينة إب (مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه) في عدد من شوارعها ومؤسساتها الرسمية، ونقاط التفتيش التي أُنشئت من قبل مسلحي الجماعة قبل أيام.
وأضاف أن الحوثيين واصلوا انتشارهم في أرجاء المدينة رغم انسحاب المسلحين القبليين؛ تنفيذا لاتفاق وقع أمس في المحافظة.
وتوصل ممثلون عن قبائل وعن جماعة الحوثيين إلى اتفاق يقضي بإخراج جميع الجماعات المسلحة من مدينة إب، وذلك برعاية محافظ المحافظة.
وإجمالا، سقط في محافظة إب، يومي الجمعة والسبت، 25 قتيلا وعشرات الجرحى في مواجهات بين مسلحين حوثيين ورجال قبائل.
ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية وغربية إيران بدعم الحوثيين بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في عدة دول بالمنطقة بين إيران والسعودية، جارة اليمن، وهو ما تنفيه طهران.