أفادت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في اليمن، بأن المرأة اليمنية تلعب دوراً ريادياً وأساسياً في تنمية الزراعة باليمن، مبيّنة أن الزراعة الأسرية في اليمن تساعد على تعزيز الأمن الغذائي.
وقال ممثل المنظمة في اليمن صلاح الحاج حسن، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد": "للأسف لا يتم الاعتراف بالدور الكبير والريادي التي تقوم به المرأة الريفية اليمنية في مجال الزراعة، ويعود ذلك للعادات والتقاليد في اليمن".
وأضاف الحاج حسن "دائماً نتعامل مع اليمن كنموذج في ما يخص الزراعة الأسرية لأهمية هذا النموذج، خصوصاً إذا أضفنا إليه دور الشباب". منوهاً بجهود المرأة الريفية التي تضطلع بدور رئيسي بدءاً من إنتاج وتسويق الأغذية، وصولًا إلى ضمان التغذية الأسرية المناسبة.
واحتفل اليمن الاثنين، بيوم الغذاء العالمي (الذي وافق يوم 16 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، واليوم العالمي للمرأة الريفية (الذي وافق يوم 15 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري)، تحت شعار "الزراعة الأسرية إشباع العالم ورعاية الكوكب" بمشاركة أكثر من 100 مهندس وباحث، وممثلين عن الجهات ذات العلاقة وخبراء زراعيين.
وألقى صلاح الحاج حسن كلمة في الاحتفال قال فيها إن الزراعة في اليمن "تحتل أهمية قصوى في التنمية، وتعتمد عليها غالبية عظمى من الأسر، في ظل ارتفاع مستوى الفقر وصغر حجم الحيازات الزراعية".
وأعلن الحاج عن الانتهاء من التحليل المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في اليمن في إطار مشروع نظم معلومات الأمن الغذائي الممول من الاتحاد الاوروبي والمنفذ من قبل الفاو بالتنسيق
مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية والجهات ذات العلاقة، وأنه تم التوصل إلى تصنيف حالة انعدام الأمن الغذائي في المحافظات اليمنية، حيث أظهرت النتائج أن محافظات صعدة وحجة وشبوة وأبين ولحج تقع في مرحلة الطوارئ، بينما 12 محافظة أخرى تقع في مرحلة الأزمة، وبقية المحافظات الخمس تقع في مرحلة الشدة وفي مرحلة انعدام الأمن الغذائي.
من جانبه، أكد وزير الزراعة والري اليمني فريد مجور، أن الزراعة الأسرية في اليمن تعدّ الشكل المهيمن من الزراعة في قطاع الانتاج الغذائي وتلبية احتياجات السكان الغذائية. مشيراً إلى أن "الزراعة الأسرية تواجه تحدياً ثلاثياً يتألف من ضرورة تنمية الغلة لتلبية احتياجات العالم من الأمن الغذائي والنهوض بالتغذية، وكذا تحقيق الاستدامة البيئية وصون القدرات الإنتاجية للزراعة الأسرية، بالإضافة إلى تنويع سبل المعيشة".
وقال "تبلغ المساحة المزروعة نحو مليون و400 ألف هكتار، ويصل عدد الحائزين الزراعيين في بلادنا لأكثر من مليون و180 ألفاً، فيما تعتمد 50 في المائة من الأراضي الزراعية على الأمطار، وإن نسبة 70 في المائة من سكان اليمن يعيشون حالة انعدام الأمن الغذائي".
وعدّد الوزير عدة عوامل تساعد على نجاح وتطوير الزراعة الأسرية في اليمن، منها "الظروف الزراعية الايكولوجية والخصائص التضاريسية وبيئة السياسات، والوصول إلى الأسواق، وتحسين الأراضي والموارد الطبيعية الأخرى، وتوفير التقنيات التكنولوجية والخدمات الإرشادية، والوصول إلى الائتمان والأوضاع الديمغرافية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إلى جانب توفير التعليم المتخصص، وكل هذه أدوات وعوامل نجاح الزراعة الأسرية".
وأضاف "رغم التحديات التي تعاني منها الزراعة اليمنية، إلا أننا نسعى دائماً إلى تطوير الزراعة في اليمن، بما فيها الزراعة الأسرية، من خلال التدخّلات بتنفيذ عدد من المشروعات مثل مشروع الأمن الغذائي الذي يغطي أربع محافظات وبتكلفة 36 مليون دولار، ومشروع النمو الريفي الذي يموّل من قبل الايفاد وعدد من المانحين بمبلغ 167 مليون دولار والذي يغطي سبع محافظات، وكذا مشروع حضرموت ومشروع التنمية الزراعية في أبين ودراسة لمشروع التنمية الزراعية في محافظة البيضاء، إلى جانب بناء المحجر البيطري المركزي بمنفذ المخا بتعز، من خلال مشروع الزراعة المطرية".
وهي مناسبة تحتفل بها معظم شعوب العالم في كل عام لإبراز دور القطاع الزراعي في تحقيق الأمن الغذائي، وكذا دور المرأة الريفية وجهودها الفعالة في قضايا الأمن الغذائي.
ويهدف يوم الأغذية العالمي إلى تعميق الوعي العام بمعاناة الجياع وناقصي التغذية في العالم، وإلى تشجيع الناس في مختلف أنحاء العالم على اتخاذ تدابير لمكافحة الجوع، حيث يحتفل به أكثر من 150 بلداً في كل عام.