توافد عدد من كبار السياسيين اليمنيين إلى العاصمة البلجيكية، بروكسل، لحضور "مؤتمر العدالة التصالحية في اليمن"، الذي يبدأ اجتماعاته اليوم، السبت، بدعوة من "الشبكة الدولية للحقوق والتنمية"، بالتعاون مع "المركز الوطني لحقوق الانسان وتنمية الديمقراطية".
ويشارك في المؤتمر، الذي يعقد من دون عناوين واضحة، مسؤولون حكوميون وقادة أحزاب، على رأسهم نائب رئيس مجلس الوزراء، ورئيس كتلة المؤتمر الشعبي العام في البرلمان اليمني، ووزير الطاقة، وقادة من حزب التجمع اليمني للإصلاح، وقيادات وممثلون عن أنصار الله (الحوثيين)، وحزب الرشاد السلفي، وحزب الحق، والحزب الناصري، والحراك الجنوبي اليمني، وحزب البعث العربي الاجتماعي، والحزب الاشتراكي اليمني. كما سيجمع المؤتمر ممثلين من المجتمع المدني اليمني وخبراء في مجال حقوق الإنسان.
وأفاد رئيس "المركز الوطني لحقوق الانسان وتنمية الديمقراطية"، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أحمد العيسي، لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، بأن "المشاركين في المؤتمر من مختلف المكونات والأطراف، وقد بدأوا اليوم مشاورات ولقاءات ثنائية ومتعددة غير رسمية لبحث ومناقشة برنامج المؤتمر ومشروع إعلان بروكسل للعدالة التصالحية، وغيرها من القضايا والموضوعات التي سيتم طرحها".
من جهته، أشار رئيس "الشبكة الدولية للحقوق والتنمية" في النرويج، لؤي الديب، إلى أن عقد مؤتمر بروكسل يأتي ضمن الجهود المحلية والدولية لدعم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل والخطوات التي يقوم بها الرئيس عبد ربه منصور هادي في هذا الإطار.
ولفت الديب إلى أنه "سيتم خلال المؤتمر استعراض التجربتين الجزائرية والايرلندية في حل النزاعات عبر العدالة التصالحية والتي كانت سبباً رئيسياً في الاستقرار والتنمية التي يشهدها البلدان حالياً بعد سنوات من النزاعات المسلحة".
أما ممثل حزب "المؤتمر الشعبي العام"، يحيى دويد، فقد اعتبر أن "مؤتمر بروكسل سيناقش شكلاً جديداً من أشكال المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية. وأضاف، في تصريح لوكالة "خبر" الأهلية، بأن "العدالة التصالحية تربط بشكل مباشر بين تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وبين العدالة الانتقالية في ما هو ممكن تحقيقه منها وفقاً لطبيعة الأوضاع في البلاد".
وأثار المؤتمر الكثير من علامات الاستفهام لدى ناشطين وسياسيين يمنيين، إذ اعتبروه انقلاباً جذرياً على مخرجات مؤتمر الحوار التي تم التوافق عليها وفقاً لما سمّي "قانون العدالة الانتقالية". كما اعترض ناشطون في جماعة الحوثيين على مشاركة القيادي علي البخيتي ممثلاً عن الجماعة، وطالبوا المكتب السياسي بتحديد موقف علني للرأي العام تجاه مشاركة البخيتي، معتبرين أن المؤتمر هو "خيانة لدم الشهداء".