دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير اليوم الاثنين روسيا وجميع أطراف النزاع في أوكرانيا إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار، واصفا الوضع في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون شرقي البلاد بأنه "أصبح خطيرا من جديد".
وقال شتاينماير -في مؤتمر صحفي أثناء زيارة إلى كازاخستان- إنه سيناقش فور عودته إلى برلين الوضع في أوكرانيا مع فيديريكا موغيريني مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي.
وتأتي تصريحات شتاينماير ووسط تنامي القلق بشأن تزايد حدة القتال بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الحكومية الأسبوع الماضي، حيث تعرضت مدينة دونيتسك -معقل الانفصاليين في شرقي البلاد- إلى قصف هو الأعنف منذ شهر، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في عاصمة روسيا البيضاء مينسك في الخامس من سبتمبر/أيلول الماضي.
وقالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إنها رصدت رتلا من المدرعات التي تحمل جنودا من دون علامات تدل على هويتها في الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون، وهو ما قالت كييف إنه يثبت أن روسيا قد أرسلت تعزيزات إلى الانفصاليين.
وأعرب البيت الأبيض عن قلقه من الأنباء بشأن التعزيزات العسكرية، وحذر من أن أي مساع للانفصاليين للسيطرة على مزيد من الأراضي سيكون "انتهاكا سافرا" لاتفاق وقف إطلاق النار.
كما اعتبرت موغيريني أن أنباء وصول تعزيزات عسكرية إلى مناطق الانفصاليين "تعتبر تطورا مقلقا للغاية"، داعية روسيا إلى منع أي تحركات إضافية "للقوات والأسلحة والمعدات".
[b]اتهامات روسية[/b]
في غضون ذلك اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القوات الأوكرانية بالقيام بقصف مدفعي "متواصل" على المنطقة التي تحطمت فيها الطائرة الماليزية، التي كانت تقوم بالرحلة رقم "إم إتش 17" فوق أوكرانيا في يوليو/تموز، وتمنع بذلك تحقيقا موضوعيا.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن بوتين قوله -أثناء لقاء مع رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق- إن من يقوم بالقصف ليس المتمردين الموالين للروس بل الطرف الآخر، وهم يمنعون بذلك (الخبراء الدوليين) من العمل بشكل كامل على موقع الكارثة الجوية.
وقد أسقط صاروخ طائرة البوينغ الماليزية التي كان على متنها 298 شخصا في 17 يوليو/تموز في أوكرانيا عندما كانت تحلق فوق منطقة يسيطر عليها المتمردون، وسارعت الولايات المتحدة وكييف إلى القول إن الطائرة أصيبت بصاروخ "بوك" زودت به روسيا المتمردين، في حين نفت موسكو ذلك واتهمت بدورها القوات الأوكرانية وحملتها مسؤولية الكارثة.