كشف استطلاع عربي واسع للرأي العام العربي، رفض المجتمعات العربية تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش)، وتأييداً نسبياً لضربات التحالف الدولي ضده، مع قناعةٍ بأنها لن تحقّق أهدافها، وأكّد الاستطلاع الذي أعدّه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وهو الأول من نوعه، أنّ الشعوب العربية تناهض، إلى حدٍ كبير، السياسات الأميركية.
وقد أعلن المركز، أمس الأربعاء، في الدوحة وواشنطن، نتائج الاستطلاع الذي يعدّ الأوسع تمثيلاً، إذ استطلع اتجاهات الرأي العام في سبعة مجتمعات: تونس، ومصر، وفلسطين، والأردن، والسعودية، ولبنان، والعراق، فضلًا عن اللاجئين السوريين (في لبنان، والأردن، وتركيا). وأشار منسّق وحدة استطلاع الرأي العام في المركز، الدكتور محمد المصري، إلى أنّ الحجم الكلي للعينة 5100 مستجيبٍ ومستجيبةٍ، وعدد المستجيبين في كلِّ مجتمعٍ 600، ونُفِّذ من 9 إلى 25 أكتوبر/تشرين أول 2014.
ولفت إلى أنّ 85% من المستجيبين كان موقفهم من "داعش" سلبياً، أو سلبياً إلى حدٍ ما، مقابل 11% كانته نظرتهم إليه إيجابية، أو إيجابية إلى حدٍ ما، وهي نسبة مرتفعة ولها دلالاتها. واعتبر 13% أنّ شعبية التنظيم بين مؤيديه وأنصاره، تعود إلى التزامه بالمبادئ الإسلامية، فيما ذكر 55% من المستجيبين أسبابًا أخرى لرواج التنظيم بين مؤيديه، مثل إنجازاته العسكرية، أو استعداده لمواجهة الغرب وإيران، أو معاداته النظامين السوري والعراقي، وادعائه الدفاع عن السُنة المظلومين.
وأظهرت النتائج أيضاً، أنّ أغلبية الرأي العام في المنطقة العربية تؤيد أهداف التحالف الدولي وضرباته، ومع ذلك، عارض تيار جدير بالملاحظة التحالف وأهدافه، ومشاركة دول عربية فيه. وأوضح المصري أنّ النسب تعكس الفترة التي نُفِّذ فيها الاستطلاع، إذ إنّ اتجاهات الرأي العام متغيّرة حول هذا الموضوع الراهن والمتغيّر.
وعلى الرغم من تأييد الأكثرية للتحالف، إلا أنّ أغلبية الرأي العام أعربت عنن شكوكها في إمكانية تحقيقه أهدافه، فيما كان 22% منهم على ثقةٍ بأن التحالف سيحقّق أهدافه. كما اعتبرت أغلبية المستجيبين أنّ المستفيد الأكبر منه، أميركا وإسرائيل وإيران والنظام السوري.
أما بشأن السياسة الأميركية في المنطقة، وصفها 73% من المستجيبين بأنها سلبية، وسلبية إلى حدٍ ما، واعتبروا أنّ على الولايات المتحدة وقف الدعمين، المادي والعسكري لإسرائيل، وإيجاد حلٍّ للأزمة السورية، بما يتناسب مع تطلعات الشعب السوري.
إلى ذلك، لفت محمد المصري إلى أنّ الاستطلاع أجري هاتفيًا، ضمن فعاليات وحدة استطلاع الرأي العام في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.