منذ بدء بطولة خليجي 22، وبروز أداء المنتخب اليمني بصورة "منافس حقيقي"، تحول معظم الصحافيين اليمنيين للكتابة عن الرياضة، ليشيد معظمهم بما قدمه.
وتحظى الرياضة وخاصة كرة القدم بشعبية واسعة في اليمن، البلد الفقير الذي عطل الفساد الإداري والمالي مسيرته الرياضية، وفشل في إيجاد فريق يمنح اليمنيين آمالاً تتخطى الإحباط السياسي الذي يسود البلاد.
وتستأثر السياسة نقاشات اليمنيين والصحافيين بشكل أخص في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لكن أداء المنتخب خلق شكلاً آخر للنقاش، ووحد كلمة اليمنيين رغم أجواء الخلاف.
وأدهش الحضور الكثيف للجمهور اليمني وتفاعله محللي المحطات الرياضية الخليجية، إذ ملأ أكثر من نصف مدرجات استاد الملك فهد الذي يسع 62 ألف متفرج، خلال المباراة التي جرت الأحد الماضي بين اليمن وقطر.
وتحوّلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وأعمدة مقالات للصحافيين اليمنيين، إلى إشادات لمستوى الأداء الرياضي للمنتخب اليمني المختلف عن الأعوام الماضية، خلال المباريات التي يخوضها في البطولة التي تستضيفها الرياض، وحظيت بتغطية واسعة من وسائل الإعلام اليمنية.
وكتب رئيس تحرير صحيفة "الشاهد" الأهلية عبد العزيز المجيدي على صفحته على "فيسبوك" "كنا على الدوام، نمتلك مهارات الإقدام والأقدام، وكانت نقطة ضعفنا دائما الرؤوس، سنحتاج إلى تغيير جذري للمهام والوظائف: نركل الرؤوس، ونمنح أقدامنا زمام الركض والتحليق بعيدا، في ملكوت الحلم والأمل".
ويقول الصحافي أحمد الولي لـ"العربي الجديد"، إنه لا يعرف سبباً محدداً لمتابعته الرياضة، "غير محاولة الخروج من دوامة الصراع اليومي وأخبار القتل والدمار". ويضيف: "هذه البطولة وأداء منتخبنا المتميز جذبانا من فوضى الأحداث التي لا تتوقف في بلدنا. الرياضة غيرت أجواء اليمنيين، إنها تعني المتعة والبهجة، وتبعدنا كثيراً عن الجو السياسي والأمني المضطرب".
ويشارك وزير الشباب والرياضة اليمني رأفت الأكحلي، الذي عيّن حديثاً، في تشجيع اللاعبين من خلال حضوره للمباريات التي يخوضها المنتخب، ونشر في صفحته تسجيلاً مرئياً يحتفي فيه مع اللاعبين بأغانٍ وطنية داخل حافلة المنتخب.
وأعلنت مؤسسات حكومية رياضية ورجال أعمال يمنيون منحهم مكآفات مالية، للاعبي المنتخب اليمني، بعد فرضهم التعادل في أداء غير متوقع أمام البحرين وقطر، لكن هذا التسابق في منح الدعم يظل غائباً طوال مسيرة الرياضة اليمنية.