أرشيف محلي

عسكريو اليمن يدشنون هيئة وطنية للحفاظ على "ما تبقّى" من الجيش والأمن

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، اليوم الإثنين، فعاليّة غير رسميّة، حضرها مئات الضباط والقادة العسكريون والأمنيون، لإشهار "الهيئة الوطنية للحفاظ على القوات المسلّحة والأمن".

وأُعلن الإشهار، في بيان، شدّد خلاله المشاركون في الحفل، الذي أقيم على قاعة مسرح أهلي وسط حضور كبير لوسائل الإعلام، على أنّهم "لا يتبعون أي طرف، وإنّما يسعون للتقريب بين جميع الأطراف ويدعمون الجيش والأمن لاستعادة دورهما في حفظ الأمن".

وبدت الفعالية على قدر عالٍ من الترتيب، وذلك من خلال الحضور النوعي لقيادات مختلفة، حرصت على أن تكون رسالتها "أنّهم لا ينحازون لطرف"، وأن قوات الجيش والأمن، تلملم صفوفها.

وقال القائد السابق للمنطقة العسكرية الأولى، اللواء محمد الصوملي، الذي ألقى كلمة باسم اللجنة التحضيرية للهيئة: "نؤكد أنّنا محايدون لا نتبع أي طرف، ولاؤنا لله ولأجل الوطن".

كما حرص المنظّمون على إيصال رسائل عديدة من خلال الكلمات التي ألقيت، في الحفل التدشيني، من ضمنها التأكيد على ضرورة قيام القوات المسلّحة والأمن بواجبها، وأن تستعيد دورها في حماية المواطنين، في إشارة إلى رفض تولي جماعة أنصار الله (الحوثيين) القيام بمهامٍ تُعدّ من صميم اختصاص الجيش والأمن.

واللافت، أنّ الكلمات كانت على قدر من الكياسة والحذر، إذ تجنّبت ذكر أي من الأطراف السياسية بمدح أو بقدح، باستثناء الانتقاد غير المباشر لإدارة المرحلة الانتقالية، واعتبار ما تم خلال الأعوام الماضية "انتكاسة" أدّت إلى تدهور المؤسسة العسكرية، نتيجة الانقسام السياسي عام 2011. واللافت أيضاً، أن لا أحد من الحاضرين نطق اسم الرئيس، عبدربه منصور هادي، طيلة الفعالية.

ولفت الصوملي، وهو من القادة الميدانيين للجيش، الذين لمعت أسماؤهم خلال السنوات الماضية، في مواجهة تنظيم "القاعدة"، وعُزل من منصبه قبل أشهر؛ إلى أنهم "استبشروا خيراً بتعيين اللواء، محمود سالم الصبيحي، وزيراً للدفاع، واللواء جلال الرويشان وزيراً للداخلية"، داعياً إلى "تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار واتفاق السلم والشراكة".

من جهة ثانية، أكّد المشاركون على أنّ "هذه الفعالية وحّدت الجيش والأمن، بعد الانقسام الرأسي الذي حدث على هامش ثورة 2011، التي أفضت إلى رحيل الرئيس علي عبد الله صالح وانتقال السلطة لنائبه هادي".

وجرت الفعالية وسط إجراءات أمنية مشدّدة، تولاها المنظمون أنفسهم، من دون تدخّل من السلطات أو حضور مسلّحي جماعة "الحوثي"، سواء داخل الفعالية أو في محيطها.

وأجمعت الكلمات حول أسفها لما حلّ بالمؤسسة العسكرية اليمنية بشقَّيها العسكري والأمني، خلال السنوات الماضية، وكيف أنّها كانت الهدف الأول للهجمات الإرهابية.

وضمّ الحضور شخصيات عسكرية وأمنية، بعضها كان محسوباً على الرئيس السابق، إضافة إلى بعض المنضمين للثورة عام 2011، المحسوبين على اللواء علي محسن الأحمر. وقد ظهر جلياً أن جزءاً لا بأس به من الحضور هم ممن تضرّروا من التغييرات في السنوات الأخيرة، وجزءاً آخر لايزالون في مواقعهم.

وحرص منظمو الفعالية على إعطائها طابعاً يمنياً غير جهوي، إذ كان من ألقى البيان الختامي للفعالية، العميد محمد ناصر الزامكي وهو ضابط من أبناء محافظة أبين الجنوبية التي ينتمي إليها هادي.

وعلّق بعض من حضر الفعالية، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، بأنّها "أعادت الروح المعنوية لمنتسبي المؤسسة العسكرية بشقيها الدفاعي والأمني، وأن لها ما بعدها". في حين اعتبر بعض الضباط الحاضرين، أنّ الهدف الحقيقي من تأسيس الهيئة، هو بلورة كيان يقف في وجه ما وصفوه "عمليات الإقصاء الممنهج لعسكريي الشمال من قبل الرئيس هادي".

زر الذهاب إلى الأعلى