arpo28

خبزة برداع اليمنية.. مدينة أشباح

تحولت بلدة خبزة بمدينة رداع وسط اليمن إلى مدينة أشباح حيث مشهد حجارة المنازل المدمرة إما بالقصف أو بتفجيرها من قبل الحوثيين السائد فيها، الأمر الذي أدى إلى نزوح أهلها وتشريدهم.

يروي أحمد محمد المصنعي -أحد النازحين من بلدة خبزة بمدينة رداع وسط اليمن- كيف أصبح وعائلته المكونة من 14 شخصا مشردين بدون مأوى، بعدما قام الحوثيون بتفخيخ منزله بالمتفجرات ونسفه، دون أن يعلم السبب، كما يقول.

ويتابع -بمرارة وحسرة- أن عائلات ممن تهدمت منازلهم إما بفعل القصف أو التفجير من الحوثيون، أصبحوا مشردين في كهوف الجبال، أو لاجئين عند ذويهم في أماكن أخرى بعيداً عن مناطق الصراع والمواجهات.

ويختم الرجل الثمانيني بالحديث عن إصابته في ساقه بشظية قذيفة سقطت قبل أسابيع أثناء المواجهات في باحة مسجد القرية، عندما كانوا يجهزون أحد القتلى لدفنه.
بعض الأسر النازحة بمدينة رداع تعيش في كهوف الجبال (الجزيرة)

صدمة وذهول
وتسود حالة من الصدمة والذهول أهل البلدة، بعد عودتهم إليها ليتفقدوا بلدتهم التي غدت مدينة أشباح ومنازلهم تحولت إلى "كومة حجارة"، وأجبر أهالها على النزوح، ليجدوا أنفسهم أمام رحلة جديدة من التشرد.

وخبزة هي قرية صغيرة تقطنها نحو 250 أسرة، وتعد من المناطق الأكثر تضرراً جراء المعارك التي تشهدها مدينة رداع منذ أسابيع بين مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين)، ورجال القبائل المدعومين من مسلحي القاعدة، والتي راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى.

وكان مسلحو جماعة الحوثي أعلنوا قبل أيام انسحابهم منها، بعد أن سيطروا عليها لأكثر من عشرين يوماً، في اتفاق يوقف المواجهات الدامية، ويقضي بخروج الحوثيين بشكل كامل من هذه البلدة وتعويض المتضررين.

وفي نفس الحي -الذي يعيش فيه المصنعي- تتقاسم عدد من الأسر المعاناة نفسها، فقد نسسفت جماعة الحوثي منازلها بالمتفجرات "بتهمة مشاركة أقربائهم من أبناء القبيلة مع القاعدة في الحرب ضد مسلحي الحوثي"، وفقا لأحد سكان الحي.

ونقلت الجزيرة نت اتهامات الأهالي للحوثيين بنسف منازل المواطنين على خلفية مشاركة أقربائهم من أبناء القبائل في المعارك، إلا أن القائد الميداني لمسلحي جماعة الحوثي في مدينة رداع امتنع عن الكلام بحجة أنه غير مخول بالحديث.
قرية خبزة من المناطق الأكثر تضررا جراء مواجهات الحوثيين والقاعدة (الجزيرة)

آلاف النازحينن
وبحسب كشف تفصيلي للنازحين في رداع -أعدته منظمة عين لحقوق الإنسان بالمدينة، وحصلت الجزيرة نت على نسخة منه- فإن إجمالي عدد النازحين منذ بداية سيطرة الحوثيين عليها في منتصف أكتوبر/تشرين الأول بلغ نحو عشرة آلاف نازح.

ويقول المسؤول الإعلامي في منظمة "عين" لحقوق الإنسان برداع -محمد الزربة- إن قرية خبزة تحكي كارثة إنسانية، خلفتها الحرب. مشيراً إلى رصد ما يزيد على مائتي أسرة شُردت من هذه القرية فضلاً عن عشرات الأسر في مناطق أخرى برداع.

بدوره يؤكد رئيس منظمة رقيب لحقوق الإنسان عبد الله الشليف للجزيرة نت، أن عددا من هؤلاء النازحين عادوا إلى منازلهم مؤخراً، بعد أن توقفت الاشتباكات في مناطقهم، وأن عدد النازحين الفعليين يقدر بنحو 1200 أسرة.

وأشار إلى أن هناك تحديات كثيرة ما زالت تواجه عودة هذه الأسر إلى مناطقها، أبرزها تدمير منازلها بشكل كامل أو أنها أصبحت غير صالحة للسكن، وخوفها على حياتها في ظل اشتباكات ومواجهات متقطعة في بعض المناطق.

وخلص إلى أن "بعض هؤلاء النازحين ممن التقينا بهم أكدوا لنا أنهم باتوا بلا مأوى بعد قيام الحوثيين بنسف منازلهم، لأن أحد أقاربهم من القاعدة، فضلاً عن أن بعض النازحين يخشون العودة خوفا من اعتقالهم من قبل الحوثيين على اعتبار أنهم كانوا طرفاً في الصراع الدائر"

زر الذهاب إلى الأعلى