يعقد الشباب اليمنيون الذين أطلقوا قبل يومين "وثيقة الرفض الشعبي" آمالا كبيرة على تجاوب الشارع مع تحركهم السلمي الذين يرون أنه أقوى من أي سلاح آخر، ويسعى هؤلاء إلى توثيق انتهاكات جماعة الحوثيين التي قللت من قيمة هذا التحرك.
يأمل نشطاء "حركة رفض" الشبابية اليمنية في نجاح "وثيقة الرفض الشعبي" التي أطلقوها الاثنين الماضي في إنهاء "حالة تغييب الدولة وسيطرة جماعة الحوثيين على مؤسساتها".
وتعد الوثيقة "برنامج عمل" للحركة التي تأسست أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بمدينة إب، وبدأت تحركاتها بالمطالبة بإخراج مسلحي الحوثيين من المدينة قبل أن يتوسع نطاقها لتشمل مدنا أخرى.
وتتضمن الوثيقة التي أطلقت من العاصمة صنعاء أهداف الحركة الـ28 يتصدرها "رفض تغييب الدولة ومصادرة مؤسساتها، ومطالبة السلطة بتحمل مسؤولياتها الدستورية والقانونية، ورفض الوصاية على الشعب وسيطرة المليشيات المسلحة على المدن أو توقيع الاتفاقات السياسية معها قبل نزع سلاحها وتحولها لحزب سياسي".
كما ترفض الحركة من خلال الوثيقة "التدخل الخارجي، والانقلاب على الثوابت الوطنية، واقتحام معسكرات الجيش والأمن ونهب سلاحها ودمج المليشيات المسلحة في الجيش والأمن".
تأثير
ويرى رئيس "رفض" موسى العيزقي أن حركته "استطاعت تحقيق نوع من التأثير رغم عمرها الزمني القصير، لأنها ولدت من رحم الشارع وستكون لسان حال المواطن العادي في مختلف المحافظات لكنها لا تدعي تمثيلها للشعب كحال سابقاتها".
وقال العيزقي للجزيرة نت إنهم "حرصوا منذ اللحظات الأولى على فتح المجال أمام الشباب من مختلف الفئات والتوجهات، وأشركوا منظمات المجتمع المدني في وضع أهدافها وبرنامج عملها".
وأوضح أن الحركة بدأت مرحلة النزول الميداني أمس وأول أمس الاثنين في جمع التوقيعات من خلال توزيع استمارة تحوي أهدافها على طلاب جامعتي صنعاء وإب، ووجدوا "تفاعلا كبيرا" وسيتبع ذلك النزول إلى المرافق الحكومية والخاصة للغرض نفسه.
وحول الخطوات المقبلة التي تعتزم الحركة اتخاذها، قال العيزقي إنها ستشمل "رصد كافة الانتهاكات التي تقوم بها الجماعات المسلحة وتوثيقها وإعلانها للرأي العام، وتنفيذ برنامج تصعيدي سلمي خلال الأيام القليلة القادمة وافتتاح فروع أخرى للحركة بعدة مدن".
وردا على سؤال عن "جدوى" مواجهة العنف بالكلام, قال "إن سلاح الكلمة أقوى من أي سلاح آخر، وعملنا مدني سلمي يؤمن باليمن أرضا وإنسانا وليس هناك أي خلاف مع أحد حتى يلجأ للتعامل معنا بالرصاص".
صرخة
أما الناشط الحقوقي عرفات حمران الذي انضم إلى الحركة، فأكد قناعته بأهميتها في "خلق رأي عام مناهض للعنف وعسكرة الحياة العامة".
واعتبرها "صرخة شبابية" في ظل غياب مظلة تتحدث باسم الشارع لعجز القوى التقليدية عن تقديم خيارات تنقذ البلاد من وضعها الحالي.
وتوقع "التفافا مجتمعيا وسياسيا حول الوثيقة ينعكس في شراكة عملية لتحقيق أهدافها على أرض الواقع وإنهاء حالة التغييب الممنهج للدولة".
في المقابل, استبعد عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثيين محمد البخيتي "أي تأثير" لوثيقة الرفض الشعبي على الواقع السياسي، مبررا ذلك ب"وعي الشعب بحقيقة أهداف القائمين عليها مهما تظاهروا باسم الحقوق والحريات".
واتهم البخيتي في حديث للجزيرة نت تلك الحركة ب"الدفاع عن الفاسدين الذين فقدوا مصالحهم" معتبرا أن من يصطفون اليوم ضد جماعته "لن ينجحوا مثلما خسر من قبلهم أمامها شعبيا وعسكريا".
وأكد أن انسحاب مسلحي الحوثيين من المدن مرتبط باستيعابهم في مؤسسات الدولة تنفيذا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية.