وصلت، اليوم الجمعة، وفود من القبائل بالإضافة إلى لجنة عسكرية من وزارة الدفاع، إلى محافظة مأرب، وسط اليمن، لاحتواء التوتر الذي نشب أمس، الخميس، بين مسلحين قبليين من أبناء المحافظة وإحدى الوحدات العسكرية التابعة لقوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقاً).
وعلم "العربي الجديد"، من مصادر قبلية وعسكرية، أن العديد من مشايخ المحافظة ووجهائها توافدوا لاحتواء التصعيد المسلح، وفي مقدمهم الشيخ غالب الأجدع والشيخ مفرح بحيبح.
وأضافت المصادر أن لجنة من وزارة الدفاع وصلت ظهر اليوم إلى مأرب لاستعادة معدات كتيبة استولى عليها القبليون أمس، أثناء توجهها من محافظة شبوة، شرق مأرب، إلى العاصمة صنعاء.
ولم تعلّق السلطات بشأن الأحداث التي شهدتها المحافظة يوم الخميس وراح ضحيتها قتلى وجرحى، غير أن بياناً للقبائل، تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، قال إن قطعهم لطريق الكتيبة العسكرية جاء بسبب "معلومات تفيد باحتشاد ميليشيات جماعة الحوثي في مفرق الجوف ومعسكر ماس الذي سيطرت عليه منذ قرابة شهر ونصف".
وأضاف البيان: "ومنعاً لسيطرة ميليشيات الحوثي على هذه القوة العسكرية التي هي ملك للدولة والشعب اليمني، وجدت قبائل مأرب نفسها مضطرة للتواصل مع قيادة الكتيبة قبل خروجها من مدينة مأرب وابلاغهم رغبتنا في التفاهم معهم لضمان سلامة الكتيبة التي يترصدها الحوثيون في مفرق الجوف ومعسكر ماس بمنطقة الجدعان، كما حدث لكتائب عسكرية سابقة وتحديداً كتيبتين من اللواء 13 مشاة والتي منعها الحوثيون من المرور إلى المنطقة العسكرية".
وأوضح البيان: "عقب ذلك، وأثناء وصول الكتيبة القادمة من شبوة إلى أطراف منطقتي "نخلا والسحيل"، لوحظ أن عتادها يفوق عتاد 4 كتائب عسكرية، وقام المشايخ بالتفاهم مع قيادة الكتيبة وطلبوا منهم العودة إلى المنطقة العسكرية الثالثة، كما تواصلوا مع قائد المنطقة، اللواء أحمد سيف اليافعي، وأخبروه أن القوة العسكرية ستكون صيداً ثميناً للحوثيين، لكنه وبلهجة حادة أرجع الأسباب إلى توجيهات عليا ورفض التحدث عن أي ضمانات لمرور القوة العسكرية بسلام إلى العاصمة صنعاء وعدم نهبها".
واعتبر بيان القبائل الأمر "يشير إلى تنسيقات غير معلنة ونوايا مبيّتة لتسليم تلك القوة العسكرية للحوثيين المتواجدين في معسكر ماس ومفرق الجوف، في إطار استعدادات الحوثي لاجتياح مأرب والسيطرة على منابع النفط والغاز والطاقة الكهربائية".
واتهم بيان القبائل المنطقة العسكرية الثالثة باستهدافهم في مناطق "نخلا والسحيل" بصواريخ الكاتيوشا والمدفعية دون سابق إنذار "ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القبائل، وإثر ذلك تم إبلاغ قائد الكتيبة أن المعدات العسكرية قيد التحفظ عليها حتى يتم التواصل مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزيري الدفاع والداخلية ومحافظ مأرب".
من جهته، اعتبر مصدر في جماعة أنصار الله (الحوثيين)، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن اعتراض ما وصفها "القبائل الموالية لحزب الاصلاح"، للكتيبة العسكرية، يعطي جماعته مبرراً كافياً للدخول على خط المواجهات في مأرب.