سقطت الرئاسة اليمنية في أيدي مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) في وقت بات الرئيس، عبدربه منصور هادي، في حكم المعزول عمليّاً، ويعيش اليمن ساعات حاسمة مفتوحة على احتمالات عديدة.
ويطرح مراقبون عدداً من السيناريوهات خلال الساعات المقبلة، إذا ما أُعلن رسميّاً سقوط هادي، أول هذه السيناريوهات إعلان مجلس عسكري من زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي، ويمكن أن تلاقي هذه الخطوة اعتراضاً من أطراف محلية وإقليمية ودولية، في حين يتبدى السيناريو الثاني في إعلان مجلس عسكري أو مدني أو مختلط، بالتنسيق بين الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، ويحتمل أن يكون وزير الدفاع الحالي محمود الصبيحي على رأسه.
أما السيناريو الثالث، فقد يكون إعلان مجلس عسكري أو عسكري مدني مشترك، بدعم من صالح وقوى أخرى، ويحتمل أن يكون على رأسه اللواء، محمد الصوملي، رئيس هيئة الحفاظ على الجيش والأمن، أو أو اللواء، الصبيحي، وزير الدفاع أو إعلان أكثر من مجلس عسكري أو مدني من الأطراف المتعددة.
ويبقى سيناريو أخير، في احتمال إعلان انتقال السلطة مؤقتاً، إلى رئيس مجلس النواب (البرلمان)، يحيى الراعي، وفقاً للدستور. أو إعلان مجلس عسكري يفوض رئيس مجلس النواب بتولي السلطة مؤقتاً.
وفيما يتعلق بمصير الرئيس هادي المحاصر، حاليّاً، في منزله غرب العاصمة، تذهب أغلب التوقعات إلى احتمال إبرام تسوية معه تضمن مغادرته البلاد سالماً مقابل تنازله عن المنصب، فيما باتت أقل التوقعات تداولاً بقاء هادي في منصبه بعدما بات معزولاً وغير مسيطر حتى على وسائل الإعلام الرسمية.
لكن بعض المحللين لا يستبعدون سعي الحوثيين إلى إبقاء هادي رئيساً شكليّاً، ليتسنى لهم المزيد من التغلغل تحت مظلة مشروعيته.
وبالنسبة للنتائج المتوقع أن تخرج بها جلسة مجلس الأمن المغلقة بخصوص اليمن، اليوم الثلاثاء، فيبدو أن الموقف الروسي سيدفع بقوة إلى اعتماد حل سياسي وليس عسكريّاً وهو ما أكدته وزارة الخارجية الروسية اليوم، من خلال دعوتها إلى "ضرورة حل الأزمة في اليمن بالطرق السياسية عبر حوار وطني شامل يضمن مصالح مختلف القوى السياسية والطوائف".