فرض مسلحو جماعة أنصار الله "الحوثي"، اليوم الأحد، أحد قياداتهم مديراً لمكتب رئاسة الجمهورية في العاصمة اليمنية صنعاء، بعد اقتحامه، في وقت شهدت فيه مدينة تعز، وسط البلاد تظاهرة حاشدة، رفضاً لانقلاب الحوثيين. وأعلنت اللجنة الأمنية في محافظة مأرب، عزمها اتخاذها "كافة التدابير والإجراءات الأمنية">
وقال المصدر، طالباً عدم ذكر اسمه، لوكالة "الأناضول"، إن "مسلحي الحوثي اقتحموا اليوم مكتب رئاسة الجمهورية وفرضوا محمود الجنيد، القيادي في الجماعة والعضو السابق في مؤتمر الحوار الوطني عنها، كمدير للمكتب خلفاً للدكتور أحمد عوض بن مبارك الذي اختطفه الحوثيون لقرابة عشرة أيام الشهر الماضي قبل أن يفرجوا عنه". وأشار إلى أن "الجنيد بدأ بممارسة عمله كمدير لمكتب رئاسة الجمهورية".
يأتي هذا بعد يومين من إعلان ما يسمى "اللجنة الثورية"، التابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثي)، في القصر الجمهوري بصنعاء، عن الانقلاب وهو ما سمته "إعلانا دستوريا"، يقضي بتشكيل مجلسين رئاسي ووطني، وحكومة انتقالية.
في غضون ذلك، أبدت اللجنة الأمنية في محافظة مأرب، شرقي اليمن، استعدادها "اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الأمنية" التي من شأنها حفظ أمن واستقرار مأرب، بعيداً عن هيمنة "الانقلابيين" الحوثيين في صنعاء".
ووصف بيان صادر عن الاجتماع الموسع للجنة الأمنية والسلطة المحلية في المحافظة برئاسة محافظ المحافظة "سلطان العرادة"، ما قام به الحوثيون ب "الانقلاب الواضح على الجمهورية والوحدة اليمنية، وعلى شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس حكومته خالد بحاح"، مندداً ب "الحصار المفروض عليهما وعلى الوزراء والقادة من قبل المسلحين الحوثيين".
وأشاد البيان ب "المواقف الرافضة التي أبدتها الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشباب"، داعياً إلى "توحيد الجهود والمواقف ضد الانقلابيين".
وثمّن البيان "موقف دول مجلس التعاون الخليجي، والمواقف الدولية الرافضة للانقلاب الحوثي"، داعياً تلك الدول إلى تحمّل مسؤولياتها تجاه الوضع في اليمن، باعتبارهم رعاة للتسوية السياسية وللفترة الانتقالية.
إلى ذلك، شارك آلاف اليمنيين في مسيرة حاشدة في محافظة تعز وسط اليمن، لرفض ما سموه "انقلاب جماعة الحوثي على السلطة" في البلاد، بعد يومين من إصدارها ما سمته الإعلان الدستوري لإدارة شؤون اليمن.
وأفاد شهود عيان، لوكالة "الأناضول"، بأن آلاف اليمنيين شاركوا في مسيرة حاشدة انطلقت من شارع جمال وسط مدينة تعز مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، وجابت عدداً من شوارعها قبل أن تستقر أمام مقر المحافظة.
وطالب المحتجون، في بيان، مختلف المكونات السياسية والسلطات المحلية في المحافظة برفض "الانقلاب الحوثي والتعامل مع أي توجيهات صادرة من صنعاء".