توجه وفد رفيع من جماعة "أنصار الله"، (الحوثيين)، اليوم الأحد، إلى إيران بالتزامن مع وصول أول رحلة طيران جوي إيراني إلى مطار صنعاء، عقب يوم من توقيع اتفاق بين سلطة الحوثيين في صنعاء وطهران، في وقت أكد فيه الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أن "وجوده في عدن لم يكن اختياراً، ولكن الجميع يعرف تداعيات ذلك بعد الانقلاب من الجماعات الحوثية على الشرعية الدستورية ومخرجات الحوار".
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، عن رئيس المجلس السياسي للجماعة، صالح الصماد الذي يترأس الوفد، أنه "يضم وفداً اقتصادياً سيجري خلال الزيارة مباحثات مع المسؤولين في الحكومة الإيرانية، تستهدف بحث آفاق تعزيز التعاون المستقبلي بين البلدين الشقيقين في المجالات الاقتصادية والسياسية".
وأضاف الصماد أن الزيارة "تأتي في إطار ترجمة ما جاء في خطاب عبد الملك الحوثي الذي تحدث عن إمكانية فتح آفاق جديدة للعلاقات مع الدول التي تحترم إرادة الشعب اليمني وسيادة أراضيه"، معتبراً أن "العلاقات بين اليمن وإيران كانت أخوية وإيجابية لكن ارتماء الحكومات السابقة في أحضان بعض الدول أدى إلى التأثير سلباً على العلاقات مع إيران".
من جهتها، نقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية نبأ وصول عدد ممن وصفتهم بممثلين عن الحكومة اليمنية إلى طهران، حيث بدأ هؤلاء زيارة رسمية لإيران ستستمر لأربعة أيام.
وأضافت "فارس" أن الوفد يتكون من مستشارين ومعاونين لوزراء في الحكومة اليمنية، حيث سيلتقون خلال زيارتهم بعدد من المسؤولين الإيرانيين، لبحث العلاقات الثنائية وتطورات الملفات الإقليمية، فضلاً عن آخر التطورات في اليمن، ليوقعوا أخيراً عدداً من اتفاقيات التفاهم والتعاون مع الطرف الإيراني.
كذلك وصلت الأحد إلى صنعاء أول رحلة جوية لشركة "ماهن اير" الإيرانية، تنفيذاً لاتفاق تم إبرامه أمس السبت بين هيئتي الطيران المدني في البلدين، يتيح للشركة الإيرانية تسيير رحلات جوية إلى صنعاء بواقع 14 رحلة أسبوعياً.
وبحسب مصادر رسمية، فقد كان على متن الطائرة الإيرانية في أول رحلة لها شحنة مساعدات طبية مقدمة كهدية من الهلال الأحمر الإيراني إلى الهلال الأحمر اليمني، وتتضمن 12 طناً من الأجهزة والأدوية الطبية.
واعتبر مصدر مسؤول في مكتب الرئاسة اليمنية في عدن أن "الاتفاقية التي وقعت بين هيئة الطيران اليمنية ونظيرتها الإيرانية غير ملزمة لليمن، لكونها وقعت من أشخاص ليس لهم شرعية قانونية ودستورية"، في إشارة إلى سلطة الحوثيين في صنعاء.
ودان المصدر "هذا العمل"، معتبراً أنه "يندرج في إطار الدعم الإيراني للجماعات الحوثية التي انقلبت على الشرعية الدستورية".
وطالب المصدر "السلطات الإيرانية باحترام سيادة اليمن والشرعية الدستورية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم استغلال الظروف الحالية التي تمرّ بها البلاد لعقد اتفاقات مع جهات غير مخولة بعقد هذه الاتفاقات"، لافتاً إلى أن "وصول أول طائرة إيرانية إلى مطار صنعاء الدولي يعتبر انتهاكاً للسيادة اليمنية للأسباب المذكورة آنفاً".
في الأثناء، أفادت مصادر يمنية غير رسمية بأن الرئيس، عبد ربه منصور هادي، اعتبر الاتفاق الذي سمح لإيران بتسيير رحلات إلى صنعاء، غير قانوني، باعتباره موقعاً مع سلطة غير شرعية في العاصمة.
وطبقاً لما نقلته قنوات تلفزيونية، ولم يتم تناوله في التغطية الرسمية، فقد أكد هادي أمام حشد من المسؤولين ورجال القبائل من محافظات مأرب والجوف والبيضاء، أن صنعاء عاصمة "محتلة" تسيطر عليها سلطة انقلابية.
وأشار هادي إلى أن "وجوده في عدن لم يكن اختياراً ولكن الجميع يعرف تداعيات ذلك بعد الانقلاب من الجماعات الحوثية على الشرعية الدستورية ومخرجات الحوار"، مضيفاً أن الانتقال إلى عدن "لم يكن من أجل إعادة التشطير كما يدعي البعض ولكن من أجل الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن".