لم يصدر المسؤولون الإيرانيون، حتى اللحظة، تصريحات رسمية دقيقة ترد على ما صدر على لسان الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، والذي اعتبر، أمس الأحد، أن "صنعاء عاصمة محتلة، وأن أنصار الله (الحوثيين)، جماعة انقلابية مدعومة من إيران"، كما اتهم الأخير كلاًّ "من طهران والحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح بإفشال المبادرة الخليجية".
لكن تصريحات صادرة عن الخارجية الإيرانية، نقلت اليوم الاثنين، أن طهران تراقب ما يجري في اليمن عن كثب، في محاولة لتقديم المساعدات المطلوبة لليمنيين. وقال رئيس الدائرة العربية والأفريقية في الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبد اللهيان، إن "إيران تدعم الحل الذي يحقق استقرار اليمن، كما ستدعم الحوار بين كل الأطراف".
ونقلت وكالة "الأنباء الإيرانية الرسمية" (إرنا) عن عبد اللهيان، الذي أضاف على هامش "المؤتمر الدولي للنظام العالمي وتغييرات المنطقة والسياسة الخارجية الإيرانية"، أن "اتفاقيات تسيير الرحلات الجوية بين طهران وصنعاء كانت موقعة بين هيئتي الطيران الإيرانية واليمنية منذ عهد الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، وتم تفعيلها منذ عشرة أيام تقريباً، إذ انطلقت أولى الرحلات الأحد"، متوقعاً أن تبدأ رحلات الطائرات التابعة للخطوط الجوية اليمنية باتجاه مطار طهران في المستقبل القريب.
وعن وصول وفد يمني إلى طهران في زيارة رسمية ستستمر لأربعة أيام، قال عبد اللهيان، إن "بعض أعضاء الوفد أتوا لأغراض اقتصادية، وهم يمثلون القطاع الخاص في اليمن، كما أن هناك وفداً رسميّاً سياسيّاً يتكون من مستشارين ونواب وزراء في الحكومة اليمنية أتوا لبحث آخر مستجدات الساحة السياسية في صنعاء ومناقشة سبل الحل مع طهران".
واعتبر عبد اللهيان، أن توقيع اتفاقيات مع هذه الأطراف اليمنية سيفتح الباب أمام اليمنيين لزيارة الأماكن الدينية والسياحية الإيرانية، كما ستكون فرصة لفتح باب التبادل التجاري والاقتصادي بين الطرفين بما يصب لمصلحة اليمن، بحسب قوله.
وعن الديبلوماسي الإيراني المختطف في صنعاء، في وقت سابق، قال عبد اللهيان إن "الأخبار تفيد أنه في حالة جيدة"، مشيراً إلى أن "التواصل لا يزال مستمراً لتحريره من أيدي خاطفيه".
عبد اللهيان، وإن ركز في تصريحاته على ما يجري في اليمن، لكنه اعتبر أن السياسة الخارجية الإيرانية إزاء كل من سورية والبحرين واحدة، إذ قال إن "طهران ترفض التدخل الخارجي في كلا البلدين وتدعم الحلول السياسية"، معتبراً أن الشرق الأوسط يمر بأكثر المراحل تعقيداً منذ انتهاء حقبة الحرب الباردة، قائلاً، إنها" تحولات سريعة ومعقدة يتدخل فيها عديدون".
وأشار إلى أن وجود شرخ بين معتنقي المذاهب المختلفة، هو ما زاد تعرض المنطقة للخطر وأدى إلى زيادة التطرف فيها، قائلاً إنه "يأسف للدور الذي تلعبه أطراف خارجية، حيث إنها تساهم في انتشار الإرهاب"، منتقداً "دور التحالف الدولي ضد داعش"، موضحاً أن "الدول المشاركة فيه لم تتخذ خطوات حقيقية للقضاء على التنظيم"، متهماً الولايات المتحدة بتقديم مساعدات للتنظيم.