اقتحمت مجموعة مسلحة تابعة لجماعة الحوثي ليل الأربعاء الخميس، مبنى الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني الكائن بفج عطان، غربي العاصمة صنعاء، بعد ساعات على إبلاغ المبعوث الأممي لليمن، جمال بنعمر، مجلس الأمن الدولي، إحباطه من عدم تجاوب الجماعة مع قراراته بالانسحاب من المؤسسات الحكومية.
وأشارت الأمانة العامة، في بيان، إلى أن "15 مسلحاً وصلوا للمقر، منتصف ليل الأربعاء الخميس، على متن طقمين (دوريتين) مسلحين، واقتحموا المكاتب الإدارية، علماً أن المبنى عليه حراسة من شركة خاصة عددهم أربعة أشخاص واثنان من قوات الأمن الخاصة".
وفتش المسلحون، بحسب البيان، المبنى، وأخذوا مفاتيح المخازن والمكاتب وانسحبوا من داخله بعد فرض حراسة خارجية عليه، وأبلغوا أحد موظفي الأمانة بعدم التصرف بأي شيء دون إذنهم.
ودانت أمانة الحوار "هذا التصرف، الذي يدخل في سياق الأعمال المعرقلة لمسار التسوية السياسية"، ذلك أن الأمانة العامة "جهاز فني محايد ليس له طابع سياسي ولا يمكن له العمل تحت سلطة وسيطرة أي طرف سياسي".
كما أعلنت إيقافها كل أنشطتها في مقرها بالعاصمة صنعاء مع استمرارها في أدائها لمهامها وأنشطتها في بقية محافظات الجمهورية، "حتى يتم انسحاب المسلحين وتمكينها من دورها في ظل أجواء وفاق سياسي يتعامل فيه جميع اليمنيين كشركاء"، وفقاً للبيان.
وجاءت خطوة الحوثيين هذه، بعد ساعات على إعلان المبعوث الأممي لليمن، جمال بنعمر، أنه أبلغ مجلس الأمن الدولي إحباطه من عدم تجاوب الحوثيين مع قراراته بانسحابهم من المؤسسات الحكومية اليمنية، وعدم رفعهم الإقامة الجبرية عن رئيس الحكومة خالد بحاح، وعدد من وزرائه.
وقال بنعمر، خلال مؤتمر صحفي عقده، أمس، في مدينة عدن، جنوبي اليمن: "أعربت في إحاطتي لمجلس الأمن الدولي، مساء أمس (الثلاثاء)، عن خيبة الأمل لعدم تنفيذ الحوثيين قرارات المجلس المتعلقة بضرورة انسحابهم من مؤسسات الدولة، ورفع الإقامة الجبرية عن رئيس الحكومة وعدد من الوزراء، ومسؤولين آخرين".
وأضاف "واهم من يعتقد أنه سيفرض توجهه على الآخرين، أو سيحكم اليمن بالقوة"، في إشارة إلى جماعة الحوثيين.
وأشار إلى أن "معظم المكونات السياسية في اليمن تطالب بحل للأزمة الراهنة، وفقاً للمبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية"، لافتاً إلى أن "مجيئه، لعدن، يأتي من أجل إطلاع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، على إحاطته التي قدمها مساء أمس، لمجلس الأمن الدولي، ومناقشة سبل حلول الأزمة في البلاد".