كشفت مصادر يمنية رفيعة لـ"العربي الجديد"، أن "الدبلوماسي الإيراني، نور أحمد نكبخت، الذي أعلنت إيران تحريره اليوم، كان مختطفاً في سجن جهاز الأمن القومي (أحد فرعي الاستخبارات اليمنية). ويأتي تحريره نتيجة محتملة لسيطرة الحوثيين على صنعاء، ومقر جهاز المخابرات، الأمر الذي يُقلل من رواية تحرير الدبلوماسي بعملية خاصة".
وكان وزير الأمن والاستخبارات الإيراني، محمود علوي، قد أعلن، اليوم الخميس، أن "عملية تحرير نكبخت كانت عملية استخباراتية دقيقة ومعقدة، إلا أنها تمت بنجاح ولم تكلف الكثير، وانتهت دون الرضوخ لأي شرط من شروط الخاطفين"، مشيراً إلى أن "الأجهزة الإيرانية تواصلت مع المعنيين منذ اختطاف هذا الدبلوماسي قبل أكثر من عام، لإنهاء هذه الأزمة وحماية المصلحة القومية، إذ إن مهمة وزارة الاستخبارات الإيرانية هي حماية دبلوماسييها من أي خطر يتهددهم".
من جهته اعتبر رئيس الدائرة العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، إن "تحرير الدبلوماسي الإيراني ورقة قوة جديدة تثبت القدرة الأمنية والاستخباراتية والسياسية الإيرانية".
ووصل نكبخت، اليوم إلى مطار مهر آباد غربي العاصمة الإيرانية طهران، وبث التلفزيون الإيراني الرسمي صوراً مباشرة لاستقباله.
وشرح الدبلوماسي، تفاصيل عملية اختطافه؛ قائلاً إنه "في يوليو/تموز عام 2013 وكانت أيام شهر رمضان المبارك حينها، وبعد خروجه من منزله الساعة التاسعة والعشرين دقيقة صباحا، تقدمت جماعة تتشكل من عدة أفراد مجهولين من سيارته، وهو في أحد شوارع العاصمة الإيرانية صنعاء، وقاموا باختطافه"، مشيراً إلى أنه "لم يكن قادراً على التعرف إلى هوية أي منهم أو الجهة التي ينتمون إليها"، قائلاً أيضاً إنه "قضى أياما صعبة لم يصله فيها أي أخبار أو مستجدات".
وتكشف هذه الخطوة، حجم النفوذ الإيراني العسكري في اليمن، خصوصاً بعد الانقلاب الذي نفذته جماعة أنصار الله "الحوثي" واستيلائها على مفاصل السلطة في صنعاء.
وخطف نكبخت في 21 تموز/يوليو 2013، وهو خارج من منزله في صنعاء من قبل مسلحين من تنظيم "القاعدة"، وفق ما أفادت مصادر قبلية يمنية. لكن مصدراً أمنياً يمنياً، أوضح أن "الدبلوماسي الإيراني، الذي جرى إطلاق سراحه كان مختطفاً من قبل عناصر مسلحة منذ العام 2013"، من دون أن يذكر هوية الجهة الخاطفة أو المكان الذي كان مختطفاً فيه، كما لم يتطرق إلى ظروف إطلاق سراحه.
وكانت مصادر أمنية قد ذكرت في وقت سابق، أنه تم العثور على جثة نكبخت في منطقة صحراوية في محافظة مأرب، لكن السفارة الإيرانية في صنعاء نفت أن تكون تلك الجثة تعود إلى الدبلوماسي المعني، وقالت إنه لا يزال مختطفاً وعلى قيد الحياة.