أعلن بيان منسوب للرئيس هادي، أن ما حصل في عدن أمس الخميس، هو إفشال "انقلاب عسكري" حاولت القيام به من وصفها ب "قوى الشر والظلام" مدعومة من "أركان النظام السابق".
وأشاد البيان الذي نشرته مواقع مقربة من هادي على الإنترنت بما وصفها بالأعمال "البطولية" للقوات المسلحة ورجال "اللجان الشعبية" في التصدي ل "هذه المحاولة الفاشلة"، واستعادة "مطار عدن الدولي ومعسكر بدر ومعسكر قيادة قوات الأمن الخاصة (معسكر الصولبان)".
واعتبر أن ذلك "دليل واضح على تلاحم الشعب وأفراد القوات المسلحة والأمن وإخوانهم من رجال اللجان الشعبية الذين دحروا محاولة الانقلاب في عدن والسيطرة على مفاصل الدولة".
وأضاف البيان أن "هذه الإنجازات التي تحققت في عدن دفعت بالانقلابيين والرجعيين والعملاء لإيران بتوجيه طائرات المؤسسة العسكرية التي نهبوها خلال احتلالهم المقرات الأمنية والعسكرية والمطارات لتصويب أسلحة تلك الممتلكات العامة صوب أبناء الشعب في عدن وصوب المنازل وصوب سكن الرئيس الشرعي هادي"، والذي قال البيان إنه "لا يزال يحكّم العقل ويدعو للحوار في كل لقاءاته من أجل تجنيب اليمن ويلات الحرب الأهلية".
وتابع هادي أن "ما جرى اليوم هو رسالة واضحة للعالم أجمع أن الانقلابيين وأعوانهم الخونة والرجعيين يرفضون أية حلول أو الجلوس على طاولة الحوار من أجل الخروج بالأزمة اليمنية إلى بر الأمان".
وأشار إلى أن "ما يجري اليوم في عدن من محاولة الانقلاب، ومأرب من هجمات صوب هذه المحافظة الباسلة ومحافظة البيضاء والضالع ولحج ما هي إلا دليل واضح على عنجهية وهمجية من يصفون أنفسهم بالثوريين أو الوطنيين أو الغيورين على بلادهم".
ودعا هادي القوات المسلحة واللجان الشعبية إلى "تحقيق مزيد من الانتصارات" ضد أي محاولة للمساس بالشرعية الدستورية والجنوب بشكل خاص". وقال إن "الشعب كله سيقف صفاً واحداً تجاه أي محاولة تستهدف هذا الشعب".
كما عقدت اللجنة الأمنية العليا في عدن اجتماعاً، مساء الخميس، برئاسة هادي للوقوف أمام تطورات الأوضاع الأمنية، وقالت اللجنة إنها بذلت جهوداً لإقناع عبد الحافظ السقاف بتنفيذ أمر هادي بإقالته من قيادة فرع قوات الأمن الخاصة باعتباره ضابطاً يخضع للتوجيهات التي تعد مخالفتها جريمة عسكرية وإخلالاً بالواجب والانضباط العسكري.
وأضافت: "إلا أن المذكور ظل يماطل ويعد العدة لإثارة الفوضى والتآمر مع قوى معروفة لتنفيذ أجندة داخلية وخارجية، والذي ترجم إلى تمدده ومعه جماعة الحوثي وبدعم جوي من الطيران، صباح الخميس، إلى مطار عدن ومبنى المحافظة وأماكن أخرى، في محاولة فاشلة لإجراء انقلاب عسكري على الشرعية الدستورية، وهو الأمر الذي أدى إلى تدخل القوات المسلحة بمساندة اللجان الشعبية، لإيقاف هذا الانقلاب والقضاء عليه وعودة الأمن والاستقرار إلى مدينة عدن وفتح مطار عدن الدولي أمام الملاحة المحلية والدولية".
ودعت اللجنة جميع وحدات القوات المسلحة في كافة المحافظات إلى تلقي أوامرها من هادي، وطالبت برفض أي توجيهات من قبل رئيس الأركان اللواء حسين خيران ونائبه المنتمي للحوثيين اللواء زكريا الشامي، أو "ما يسمى اللجنة الأمنية في صنعاء، أو تنفيذ أي أوامر من أي جهة ما لم يصادق عليها هادي ووزير الدفاع اللواء محمود سالم الصبيحي".
وكان مسلحو "اللجان الشعبية" وقوات من الجيش، قد سيطروا على المعسكر الرئيسي لقوات الأمن الخاصة في مدينة عدن، في وقت اليوم الخميس، بعد مواجهات لساعات انتهت بالسيطرة على المعسكر، ومغادرة السقاف.
وأظهرت صور بثها ناشطون على مواقع الإتترنت مسلحي "اللجان الشعبية"، يستولون على معدات وأسلحة من داخل معسكر قوات الأمن الخاصة، بعد تدخل قوة من قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، نزلت بالدبابات والآليات لاقتحام المعسكر، لتنهي بذلك التمرد الذي استمر أكثر من ثلاثة أسابيع من قبل القوات الأمنية التي كانت ترفض أوامر هادي وتدعمها السلطات الأمنية المعارضة لهادي والموالية للحوثيين وكذلك الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وتتضارب الأنباء حول مصير السقاف، قائد القوة، حيث أشارت مصادر متطابقة إلى أنه سلم نفسه لمحافظ محافظة لحج، المجاورة لعدن، أحمد عبدالله المجيدي، والذي كلفته "اللجنة الأمنية العليا" في صنعاء بالتوسط لإيقاف المواجهات. وحسب المصادر، فقد انتقل السقاف إلى خارج عدن، بحماية المجيدي.
وأعلن محافظ عدن، عبدالعزيز بن حبتور، أن حصيلة المواجهات التي استمرت ساعات حول معسكر الصولبان (قيادة الأمن الخاصة)، ومطار عدن الدولي، بلغت 13 قتيلاً و22 جريحاً من الطرفين.
وحلقت طائرات حربية عصراً في سماء عدن، إحداها قصفت بقذيفة منطقة المعاشيق التي يقع فيها مقر إقامة الرئيس هادي، فيما قصفت طائرة أخرى معسكر قوات الأمن الخاصة بعد السيطرة عليه.
ويمر الجيش اليمني بحالة انقسام بين من يوالي هادي، الذي يتخذ من عدن مقراً له، وبين من يوالي القيادات العسكرية المعارضة لهادي في صنعاء والرئيس السابق علي عبدالله صالح.
في الأثناء، قتل ثمانية من مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، وآخرون من مسلحي القبائل، في المواجهات التي اندلعت، الخميس، في منطقة حدودية بين محافظتي مأرب والبيضاء، وسط اليمن.
وأوضحت مصادر محلية في مأرب لـ"العربي الجديد"، أن المواجهات اندلعت في منطقة جبل قانة ويكلا بين مجاميع من الحوثيين قادمة من محافظة البيضاء وبين قبائل مأرب. وحسب المصادر، فإن المواجهات أسفرت عن مقتل ثمانية على الأقل من الحوثيين وعدد أقل من مسلحي القبائل.
وكان الحوثيون قد سيطروا على محافظة البيضاء، بعد شهور من المواجهات مع مسلحي القبائل، وفشلوا أكثر من مرة في التوسع نحو محافظة مأرب الاستراتيجية النفطية، التي يحتشد فيها الآلاف من مسلحي القبائل لصد أي زحف للحوثيين.