[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

التصعيد العسكري يفخخ الحوار اليمني المقرر في الرياض

لم يُوقف التصعيد العسكري على الأرض في اليمن، وخصوصاً في تعز وعدن، التحضيرات لعقد مؤتمر الحوار اليمني في الرياض برعاية خليجية، مع توجّه العديد من القيادات الحزبية إلى العاصمة السعودية.

وجاءت هذه التطورات غداة اجتماع رفيع المستوى عقده مسؤولون خليجيون من السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت، وخصص لبحث مستجدات الأحداث في المنطقة وعلى وجه الخصوص في اليمن. وحذر المسؤولون "من انزلاق اليمن في نفق مظلم ستترتب عليه عواقب وخيمة ليس على اليمن فحسب، بل على الأمن والاستقرار في المنطقة والسلم والأمن الدوليين".

كما أكد المجتمعون مواقف قادة دول الخليج "الداعمة للشرعية اليمنية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي"، مشددين على أن "أمن دول مجلس التعاون وأمن اليمن هو كل لا يتجزأ". كذلك شدد المسؤولون الخليجيون على أهمية الاستعجال في الاستجابة لدعوة هادي "لعقد مؤتمر في الرياض تحت مظلة مجلس التعاون، يحضره كافة الأطياف السياسية اليمنية الراغبين في المحافظة على أمن اليمن واستقراره، وبما يحقق الأهداف التي أبداها هادي في رسالته الموجهة إلى أخيه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود".

وأبدى سياسيون يمنيون، في تصريحات ل "العربي الجديد"، مخاوفهم من أن تؤدي تحضيرات الحرب الجارية بين جماعة الحوثيين وصالح من جهة، وهادي ولجانه الشعبية من جهة أخرى، إلى تعثر مباحثات الرياض من أساسها، معتبرين أن هناك سباقاً مع الزمن، بين الجهود السياسية التي تريد حل الأزمة عبر نتائج حوار الرياض، وبين التحضيرات العسكرية الميدانية التي تهدف إلى فرض أمر واقع على الأرض، يقوّي موقفها في مفاوضات الرياض أو ربما يؤدي إلى إلغاء المفاوضات بشكل كامل.

وعلمت "العربي الجديد" من مصادر رفيعة المستوى تشرف على إعدادات حوار الرياض، أن لجنة الإعداد لم تتقيّد بدعوة المكوّنات التسعة التي كانت مشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، وإنما تعدتها لتشمل أطرافاً أخرى معنية بالأزمة اليمنية، من بينها بعض السياسيين الذين انتقلوا للإقامة خارج البلاد في مراحل مختلفة، سواء قبل قيام الجمهورية اليمنية في مايو/أيار من العام 1990، أو من الذين انتقلوا بعد حرب 1994، أو الأطراف التي انتقلت للإقامة في الخارج بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر /أيلول الماضي، بالإضافة إلى أطراف قبلية.

أما عن الاستعدادات في الرياض، فأعلن "التنظيم الوحدوي الناصري" عن توجّه أمينه العام عبد الله نعمان، وأمينه العام السابق سلطان العتواني، إلى السعودية، تجاوباً مع دعوة وُجّهت إليهما من مجلس التعاون الخليجي. ونقل الموقع الرسمي للحزب، عن مصدر قيادي، أن "التنظيم الناصري يشجع ويرحب بأي دعوة تجمع كافة الأطراف والمكونات السياسية على طاولة الحوار كمخرج آمن لليمنيين من الانزلاق في الصراعات المسلّحة".

كما كشفت مصادر ل "العربي الجديد" أن من الشخصيات السياسية التي أصبحت في الرياض للمشاركة في الحوار، وزير الإعلام السابق نصر طه مصطفى، مستشار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ورئيس مكوّن الحراك في الحوار ياسين مكاوي، الأمين العام ل "الإصلاح" عبد الوهاب الانسي، ومستشار الرئيس عبد الكريم الإرياني، ووزير الخارجية الجديد رياض ياسين، إضافة إلى المدير السابق لمكتب هادي، أحمد عوض بن مبارك، الذي يتواجد في الرياض منذ مغادرته صنعاء عقب الإفراج عنه من قبل الحوثيين، وتم تكليفه من قبل الرئيس اليمني بالمساعدة بالتحضير لحوار الرياض.
وقالت المصادر إن هذه الشخصيات أُوكلت إليها عملية التحضير لحوار الرياض، وعقدت أمس الأحد اجتماعاً فور وصول جميع هذه الشخصيات إلى السعودية، قادمة من القاهرة وعدن، بعد دعوة هادي، للإسراع في إقامة حوار الرياض.
وأضافت المصادر أن القائمين على التحضير للحوار من الجانب اليمني، قد يلتقون الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، لمناقشة الترتيبات اللازمة، ومناقشة الإجراءات والآليات المتبعة لإقامة الحوار، إضافة إلى بحث كل الجوانب الفنية.

وفي السياق نفسه، علمت "العربي الجديد" من مصادر قيادية في حزب "المؤتمر"، طلبت عدم ذكر اسمها، أن الحزب الذي لم يعلن موقفاً محدداً حتى اليوم، مستعد للتجاوب مع دعوة الحوار في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي، ولكنه يسعى إلى أن يكون الحوار حول ما بعد طي صفحة هادي، الأمر الذي يؤجل إعلانه موقفاً حتى اللحظة.

وكانت أغلب الأحزاب السياسية المؤيدة لهادي، وفي مقدمتها "الإصلاح" و"الناصري"، أعلنت ترحيبها بدعوات الحوار في الرياض، فيما رفض الحوثيون الدعوة، من خلال دعمهم للحوار الذي يرعاه المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر في صنعاء.

وأكدت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن بنعمر غادر السبت إلى الرياض وسيعود إلى صنعاء لمواصلة جلسات الحوار بين القوى السياسية. ونقلت عن "مصدر مسؤول" في مكتب بنعمر، أن الجلسات لم تتوقف، وأن الأطراف السياسية من المفترض أن تستأنف المفاوضات مساء أمس الأحد.

زر الذهاب إلى الأعلى