arpo28

عوامل الانهيار المتسارع في القوات الموالية لهادي

أثار الانهيار المفاجئ للقوات الموالية للرئيس، عبد ربه منصور هادي، ووصول القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، وجماعة "أنصار الله"، (الحوثيين)، إلى مشارف عدن بوقت قياسي، تساؤلات وذهولاً للمتابعين، إذ انهارت جبهة هادي في لحج، بوابة عدن، الشمالية، في أول يوم من المواجهات.

وحسب معلومات استقاها "العربي الجديد" من مصادر ميدانية وسياسية، فإن الانهيار المفاجئ يعود لعدة أسباب، يأتي في مقدمتها، تفكك مجاميع "اللجان الشعبية" التي تتكون من مسلحين غير نظاميين موالين للرئيس هادي، فضلاً عن تبخر الوحدات العسكرية الموالية له، والتي وقعت فيها أعمال نهب من قبل المسلحين الذين تم استدعاؤهم كمتطوعين للمشاركة في المواجهات.

وفي مقابل الفوضى وعدم التنظيم في صفوف أنصار هادي والقوات العسكرية الموالية له، فقد كانت القوات الموالية للرئيس السابق والحوثيين أغلبها وحدات عسكرية وأمنية نظامية على قدر من التنظيم، فضلاً عن اعتمادها على بعض الوحدات العسكرية المحيطة بعدن، والتي تم تحييد بعضها.

وحسب المصادر، فقد كان هادي يسعى إلى كسب وقت إضافي لترتيب صف عسكري جنوبي، حيث أعلن فتح التجنيد، إلا أن القوات المناوئة له، اختارت البدء من منطقة حساسة، وهي حدود لحج تعز، البعيدة عشرات الكيلومترات عن قاعدة "العند" التي تُعد ظهر عدن، وبسقوطها أصبح سقوط المدينة مسألة وقت.

وأكد شهود عيان لـ"العربي الجديد"، أن مجاميع شعبية تم فتح الباب لها للتطوع والقتال في صفوف الموالين لهادي، تحت مسمى الدفاع عن الجنوب، انهالت على المعسكرات نهباً وغادرت ولم تتماسك في جبهات القتال.

كما عانت جبهة هادي نقصاً واضحاً في الإمداد والتسليح، وبعضها أطلق أمس الثلاثاء، نداء استغاثة لوزير الدفاع محمود الصبيحي بضرورة إرسال تعزيزات إليها.

وبدا واضحاً أن عنصر "المفاجأة" في التقدم السريع إلى "العند"، أدى لمزيد من التفكك في صفوف المناصرين لهادي، وصولاً إلى الأنباء التي تحدثت عن وقوع وزير الدفاع، اللواء محمود الصبيحي، الذي يقود أنصار هادي، والقائد العسكري فيصل رجب، في أيدي الوحدات المتقدمة ضد هادي و"اللجان الشعبية" التابعة للحوثيين.

وحاول هادي الاستعانة بتدخل عسكري دولي عبر طلب رسمي إلى مجلس الأمن ومجلس التعاون الخليجي، حسب ما أعلن وزير الخارجية، رياض ياسين، في تصريحات صحافية، إلا أن التقدم الميداني يبدو أنه قطع الطريق على التدخل، خصوصاً أن القوات التي تتقدم باتجاه عدن، هي وحدات نظامية من الجيش اليمني، ما يجعل من أي تدخل خطوة تواجه الجيش كمؤسسة رسمية، وليس الحوثيين كجماعة.

ويبدو أن الأخبار المتتابعة عن طلب هادي تدخلاً خارجياً قد زادت من تماسك القوات المناوئة له.

وفضلاً عن كل ما سبق، فإن معنويات أنصار هادي لم تكن مرتفعة بسبب فشله في الدفاع عن صنعاء، وقبلها محافظة عمران، أثناء وجوده بالعاصمة، التي غادر منها بعد أن وصل مسلحو الحوثي إلى منزله وفرضوا عليه الإقامة الجبرية مدة شهر.

زر الذهاب إلى الأعلى