يواصل المسؤولون الإيرانيون متابعة ما يجري في اليمن عن كثب، فالتطورات في هذا البلد تعني طهران بشكل مباشر، لاسيما أن الهدف من ضربات التحالف العشري بقيادة المملكة العربية السعودية في عملية "عاصفة الحزم" هو توجيه ضربة لجماعة "أنصار الله" الحليف الاستراتيجي لطهران.
ونقلت المواقع الرسمية الإيرانية، اليوم الأربعاء، أن وكيل وزارة الخارجية الإيرانية، مرتضى سرمدي، بدأ جولة إقليمية في عدد من البلدان، متوجهاً أولاً إلى العاصمة العمانية مسقط، إذ سيبحث سبل حل الأزمة اليمنية ويوصل وجهة النظر الإيرانية للسلطنة ولباقي الأطراف.
ولطالما لعبت سلطنة عمان دور الوسيط بين إيران والآخرين في العديد من الملفات الحساسة والحاسمة، وتتوقع إيران مساعدة عمانية إيجابية، وهو ما نقله مساعد وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، الذي قال إنه يأمل أن يلعب السلطان قابوس بن سعيد، دوراً في جر الكل إلى طاولة الحوار وإنهاء أزمة اليمن، بطرح حلول سياسية وإنهاء التدخل العسكري.
عبد اللهيان، المتواجد في الكويت للمشاركة في مؤتمر المانحين لمساعدة سورية، كان قد أعلن يوم أمس، أيضاً أن إيران لديها مقترح لحل الأزمة اليمنية وتحاول التواصل مع المملكة العربية السعودية لبحث هذا الأمر.
كما التقى عبد اللهيان على هامش المؤتمر بالأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وبحث معه تطورات الملفات التي تعني إيران بشكل مباشر، كالأزمة السورية و"الحرب على الإرهاب" في العراق والمنطقة، فضلاً عن "عاصفة الحزم".
وطالب الرجل بتحرك فوري للأمم المتحدة التي تستطيع الاستفادة من كل إمكاناتها لإيقاف الضربات العسكرية لمواقع يمنية، بحسب تعبيره، قائلاً إن "هذه الحرب تهدد بإشعال المنطقة بأسرها، ما يستوجب الوقوف بوجه جر المنطقة إلى أزمة كبيرة ستساهم بتفاقم ظاهرة الإرهاب والتطرف والعنف".
كما أكّد "أن طهران ترفض كل الخيارات العسكرية وتدعم الحل السياسي وجلوس الأطراف اليمنية لطاولة حوار واحدة"، قائلاً إن "أمن إيران من أمن المنطقة ولهذا السبب ستعمل بلاده على الاستفادة من إمكاناتها لإيقاف العمليات العسكرية في اليمن".