arpo28

يوميات صنعاء العاصفة.. مدينة للأشباح وعصابات النهب

تتواصل ضربات "عاصفة الحزم" على مناطق مختلفة من العاصمة صنعاء، ما أجبر كثيرا من الأهالي على مغادرة ديارهم بالمدينة التي عصفت بها الحرب وأحالتها لمدينة أشباح تستبيحها عصابات النهب المنظم التي تستهدف البيوت التي نزح عنها أهلها، وتوجهوا إلى محافظاتهم الأصلية أو إلى مناطق بعيدة عن القصف، بعد أكثر من نصف شهر على بدء العمليات.

ويلحظ المارة في شوارع العاصمة اليوم حركة خجولة في ساعات النهار، بينما تكاد تخلو تماما من الناس والسيارات بعد غروب شمس كل يوم.

ويشبّه علي السعواني وضع العاصمة اليوم ب"مدينة الأشباح" الخاوية من الحياة والبشر.

يقول: تُغلق المحال التجارية في وقت مبكر من كل يوم، بخلاف ما جرت عليه العادة، حيث كانت تغلق أبوابها الساعة 11 مساء أو تمام منتصف الليل أثناء الصيف".

ويفسر السعواني دوافع إغلاق المحال التجارية في وقت مبكرة، إلى أن عمليات البيع والشراء أصبحت ضعيفة جدا، وأن حركة الزبائن محدودة بسبب نزوح أغلب سكان صنعاء إلى مناطق ومحافظات أخرى، لافتا إلى تراجع القدرة الشرائية لأغلب اليمنيين بسبب تراجع الدخل والخوف من المستقبل، بحسب وصفه.

من جانبه، يسرد عبد الباقي سلامة لـ"العربي الجديد" أسباب إرسال أسرته إلى خارج صنعاء. يقول: "اشتدت الضربات الجوية على مناطق مختلفة من صنعاء، بما فيها الحي الذي أسكنه جوار المطار الذي ضرب أكثر من مرة" موضحا: "القصف المكثف طال عددا من منازل الجيران، وهناك منازل شعبية أصيبت بالشقوق وهي معرضة للانهيار في أي لحظة".

ولفت إلى أن أغلب هذه المنازل المتضررة تقع في منطقة بير أحمد، المجاورة لمطار صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية.

وأضاف سلامة: نقلت أسرتي المكونة من سبعة أشخاص إلى قريتي في منطقة نهم شمال صنعاء، وبقيت أنا في المنزل لحراسته خوفا من السطو أو تحويله إلى ثكنة عسكرية إذا ما حدثت مواجهات.

[b]مخاوف[/b]

وأكد بعض من غادروا صنعاء حدوث عمليات سطو واسعة لمنازل مجاورة لمواقع قصفتها طائرات التحالف، كان أهلها قد هجروها بعد القصف مباشرة.

وقال علوي العريقي إن كثيرا من الأهالي غادروا منازلهم بعد قصف منازل مجاورة لهم، وهذا ما جعلها عرضة للسرقة..

وأكد العريقي، وهو أحد سكان المناطق المحيطة بمطار صنعاء، وجود عصابات نهب تستغل الأوضاع التي تمر بها البلاد وما يرافقها من التوتر الأمني والسياسي، حيث تقوم بنهب المنازل.

إلى ذلك، أفاد مصدر مسؤول بوزارة الداخلية، بأن مراكز الشرطة وجّهت بتكثيف الحراسات واليقظة الأمنية في صنعاء، خاصة على الأحياء والحارات والمنازل التي نزح منها سكانها بسبب القصف.

وأضاف المصدر ل "العربي الجديد" أن الوزارة "تعمل على تأمين العاصمة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن"، مشيرا إلى وجود عصابات تستغل الانفلات الأمني وتسطو على منازل المواطنين.

[b]ظلام دامس[/b]

وتعيش المحافظات اليمنية ظلاما دامسا بعد توقف المنظومة الوطنية للكهرباء بالكامل، جراء اعتداءين تخريبيين تعرضت لهما خطوط نقل الطاقة في محافظة مأرب ومنطقة نهم شمال العاصمة صنعاء، بحسب وزارة الكهرباء والطاقة.

وأوضح مصدر مسؤول في غرفة العمليات المشتركة بوزارة الكهرباء والطاقة في تصريح لموقع "26 سبتمبر" الإلكتروني التابع لوزارة الدفاع، أن عناصر مسلحة اعتدت فجر الإثنين على خطوط نقل الطاقة لمحطة مأرب الغازية، ما أدى إلى توقف المنظومة الوطنية للكهرباء كلياً وانقطاع التيار الكهربائي عن المحافظات.

ويرى متابعون أن انقطاع الكهرباء في هذه المرحلة سيزيد من معاناة اليمنيين، خصوصاً مع انعدام المحروقات ووقود المولدات الكهربائية، والتي يستعين بها كثير من اليمنيين لتوليد الطاقة الكهربائية في حال أصاب محطة توليد الكهرباء خلل فني أدى إلى انقطاعها.

زر الذهاب إلى الأعلى