أرشيف محلي

طوابير تتهافت على غاز الطهي في اليمن

بلا يأس، يقف الطفل حميد اليهشي (13 عاماً) لساعات إلى جانب عشرات اليمنيين في صفوف مستقيمة بجانب أسطوانات غاز فارغة، ينتظر دوره لشراء غاز الطهي، بعد غياب استمر لأكثر من أسبوعين لهذه السلعة، التي زاد الإقبال عليها بعد انعدام وقود البنزين والديزل (السولار) وتحويل محركات كثير من المركبات والدراجات النارية للعمل بالغاز المنزلي.

بين الفينة والأخرى، يصعد حميد مراراً على أنبوبته، ليرى أمامه، متجاوزاً الرجال والنساء، على أمل أن يتقدم خطوات ليصل إلى بوابة المحل الذي يبيع الغاز. يقول: "أنا هنا منذ الصباح الباكر، فقد سمعت أن المؤسسة وفّرت الغاز، لكني تفاجأت بالأعداد الهائلة من الناس".

يحضر حميد دروسه في إحدى المدارس الموجودة بمحافظة المحويت (شمال غرب) والتي عملت على استقبال الطلاب النازحين، لكن أسرته طلبت منه عدم الذهاب إلى المدرسة اليوم ليعمل على توفير الغاز من السوق. يضيف أن "الدراسة هذه الأيام مختلفة عن السابق، لم تعد أولوية، والمهم اليوم أن يتم توفير الغذاء ومتطلبات المنزل".

ويفسر حميد بقاءه لساعات طويلة أمام محل بيع الغاز، بأنه وأسرته "نزحوا من العاصمة إلى المحويت، ولا يستخدمون الحطب في طهي الغذاء"، مشيراً إلى أن الغاز يُباع بأسعار مرتفعة في السوق السوداء.

وتشتدّ الأوضاع سوءاً في المدن اليمنية بعد انعدام توفرالمحروقات النفطية بمختلف أنواعها، لكن ندرة غاز الطهي أجبرت كثيرا من الأسر على اللجوء للحطب كوسيلة بديلة للطهي.

وترتفع أسعار الغاز المنزلي لمستويات قياسية بعد شحِّه في الأسواق اليمنية، وزيادة الطلب عليه نتيجة لتحويل كثير من المركبات للعمل بالغاز بدلاً عن البنزين. وما إن تعلن مؤسسات بيع الغاز الخاضعة للرقابة الحكومية توفر الغاز المنزلي، حتى يهرع المواطنون ويقفون في صفوف أمام هذه المحال؛ بهدف الحصول على أنابيب غاز ممتلئة بسعرها الرسمي.

زر الذهاب إلى الأعلى