أرشيف محلي

قمة الرياض تقر مخرجات الحوار اليمني

تصدر ملفا الأوضاع في اليمن والنووي الإيراني قمة قادة مجلس التعاون الخليجي التشاوية في العاصمة السعودية، وغلب الشق السياسي، المتعلق بالتحضير لمؤتمر الحوار اليمني، المقرر عقده في الرياض، على كلمات القادة، ولوحظ غياب الرئيس، عبدربه منصور هادي، بعدما كانت أنباء سابقة قد تحدثت عن دعوته إلى الحضور من قبل قادة مجلس التعاون.

وأكدت القمة الخليجية أن اجتماعات الرياض مبنية على مخرجات الحوار الوطني، الذي اختتم في صنعاء في يناير/كانون الثاني 2014، لتعزز بذلك الأنباء التي تفيد بأن مؤتمر الرياض سيقر آلية تنفيذية لمخرجات الحوار، وليس إلغاءها بمقررات جديدة، وكذلك دعوة كافة الجهات الدولية إلى المشاركة بأعمال الإغاثة.

وأكد العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في كلمته في القمة، "استجابة دول التحالف لمناشدة السلطة الشرعية في اليمن للدفاع عن النفس، بعد أن رفض الانقلابيون مساعي مجلس التعاون والمجتمع الدولي، الهادفة إلى تجنيب الشعب اليمني العزيز الانزلاق نحو الفوضى والاقتتال".

وأعلن سلمان، الذي تقود بلاده التحالف، أن عملية "عاصفة الحزم" حققت أهدافها، وأنهم بعد أن تم ذلك "نتطلع إلى أن تدفع عملية إعادة الأمل جميع الأطراف اليمنية للحوار، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وذلك من خلال الالتزام التام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216) والإسراع في تنفيذه ، لينعم اليمن الشقيق بالأمن والاستقرار".

ورحب العاهل السعودي باسم الدول الخليجية ب"انعقاد مؤتمر الرياض لكافة الأطراف اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره، وذلك تحت مظلة مجلس التعاون"، في إشارة إلى أن المشاركة في المؤتمر مشروطة للأطراف الراغبة في الأمن، وعلى ما يبدو إشارة إلى أن الحوثيين وأطرافاً أخرى، قد لا يشاركون في هذا المؤتمر.

من جانب آخر، أعلن ملك السعودية "عن تأسيس مركز للأعمال الإنسانية والإغاثية ويكون مقره في الرياض"، آملاً "مشاركة الأمم المتحدة بفاعليّة في ما سيقوم به هذا المركز من تنسيق لكافة الأعمال الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق، وبمشاركة الدول الراعية للمبادرة الخليجية".

ويأتي هذا الإعلان في ظل أنباء عن أن الأمم المتحدة تخطط لإنشاء جسر جوي لنقل المساعدات إلى اليمن، تقول بعض المصادر إنه المنظمة الدولية تسعى ليكون بين صنعاء وجيبوتي.

وتأتي الأهمية الاستثنائية للقمة من أنها أول قمة على مستوى القادة بعد 40 يوماً على بدء "عاصفة الحزم" ومن ثم"إعادة الأمل"، وتسبق بـ12 يوماً مؤتمر الحوار اليمني المقرر في الرياض، وكان من المنتظر أن تفصل القمة بموضوع وقف العمليات بأوقات أو مناطق محدودة، للسماح بوصول المساعدات الإنسانية، بعد تدهور الوضع إلى حد كبير، حسب تصريحات لمسؤولين، بينهم، وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، لكن قراراً كهذا لم يتخذ.

من جانب آخر، انعقدت القمة قبل يوم واحد من أول زيارة إلى الرياض من المقرر أن يجريها المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، ولد شيخ أحمد، والذي من المقرر أن يلتقي الرئيس هادي والمسؤولين الخليجيين، وهناك تباين واضح من خلال بعض التصريحات، بين الجانب الخليجي والأممي، إذ يؤكد الأخير على الحوار بين كافة الأطراف، بينما يؤيد التحالف الحوار تحت سقف الشرعية، ويركز على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216.

ويرى محللون أن توجه التحالف لإعلان إيقاف "العاصفة" مع استمرار العمليات في "إعادة الأمل"، ومن ثم الإعلان عن دراسة هدنة إنسانية، انعكاس لضغوط تطالب بهدنة إنسانية وحل سياسي، وهو الأمر الذي يُخشى أن يستفيد منه الحوثيون.

زر الذهاب إلى الأعلى