يعملُ آلاف اليمنيّين على نقل الركاب من خلال الدراجات النارية، في محاولة للتخلّص من الازدحام المروري وتوفير الوقت. ومع انعدام الوقود وتوقّف كثير من السيارات عن العمل، اضطر مواطنون إلى ابتكار حلول تساعدهم على تجاوز مشكلة انعدام الوقود، من خلال استخدام الغاز المنزلي، علماً أنها تعرّض العاملين فيها لبعض المخاطر.
ومع توقّف غالبية السيارات في اليمن عن العمل، لجأ البعض إلى الدراجات النارية لنقل الركاب، متجاوزين بذلك زحمة السير وانعدام الوقود، في ظل توفّر الغاز في عدد من محافظات خلال الأسابيع الماضية. ويعملُ أصحاب الدراجات النارية على تثبيت أنبوب غاز خلف أو أمام السائق، ووصله بالمحرك من خلال أنبوب بلاستيكي مجوّف يسمح بمرور الغاز إليه.
في السياق، يقول عبد الواحد سميح، الذي يملك دراجة نارية يعمل بها في العاصمة صنعاء، إنه منذ بداية عمليات عاصفة الحزم نهاية شهر مارس/آذار الماضي، وهو يعمل من دون توقف مستعيناً بالغاز المنزلي بدلاً من البترول. يوضح أنه "مع بداية الحرب، انقطعت المشتقات النفطية عن محطات التوزيع، ما جعلني ألجأ إلى تحويل محرك الدراجة إلى الغاز"، مشيراً إلى أنه اشترى أربع أسطوانات غاز، والعمل من خلالها يسير بشكل جيد.
يضيفُ سميح ل "العربي الجديد" أن الأمر ساعده على جني المال الذي لم يكن يستطيع الحصول عليه، لولا أن غالبية سيارات الأجرة في العاصمة توقفت عن العمل منذ أسابيع بسبب انعدام الوقود، ما جعل كثيراً من الناس يلجأون للدراجة النارية كي تنقلهم إلى أماكن عملهم أو إلى أي مكان آخر. بدوره، حوّل قائد الكوكباني دراجته كي تعمل بالغاز. يقول: "اضطررت لذلك بعد بقائي أسابيع من دون عمل بسبب انعدام البترول"، مشيراً إلى أنه وجد أن كثيراً من أصحاب الدراجات النارية لجأوا إلى الأمر نفسه.
من جهته، يدرك سمير الحرازي أن تحويل محرك الدراجة ليعمل بالغاز قد يتسبب في تلفه، فقد صنع ليعمل بالوقود. مع ذلك، اضطر إلى تحويله لكسب الرزق.
يضيف: "بقيت لأكثر من أسبوع من دون مال، ولم أستطع توفير الطعام لأطفالي"، مشيراً إلى أن الحاجة دفعته لتحويل دراجته، على الرغم من معرفته المسبقة بأن الأمر ليس جيداً. ويشير إلى أن "عملاً كثيراً من المركبات والدراجات النارية بواسطة الغاز المنزلي أدى إلى إقبال شديد على الغاز، وبالتالي فقدانه من بعض الأسواق بالإضافة إلى ارتفاع سعره، لافتاً إلى أنه يعمل حالياً على استخدام الغاز الذي خصصه لمنزله للطهي.
أما عبد الوهاب روحان، وهو موظف في القطاع الخاص، فيصف الدراجات النارية ب "المنقذة" بعد توقف كثير من السيارات عن العمل. يقول ل "العربي الجديد" إن "غالبية سيارات الأجرة في صنعاء توقفت عن العمل، ولولا وجود سيارات ودراجات نارية تعمل بالغاز، لتوقفت الحركة تماماً".
إلى ذلك، يؤكد شرطي المرور عبد الخالق يحيى أن الدراجات النارية العاملة بالغاز ساعدت على استمرار الحركة في شوارع العاصمة، وبعض المدن خلال الأسابيع الماضية، في ظل توقف غالبية السيارات عن العمل، مشيراً إلى أن بعض أصحاب سيارات الأجرة والباصات عمدوا إلى تحويل محركات سياراتهم لتعمل بالغاز.
ولا تخلو عملية التحويل هذه من مخاطر قد تسبب أضراراً لسائق الدراجة ومن معه. وتعرض عدد من السائقين إلى الأذى بسبب وجود أنابيب في الدراجة، على غرار فؤاد الحيمي الذي أصيب بحروق سطحية، بعدما اشتعل أنبوب الغاز جراء تسرب غاز أدى إلى اشتعال النار. يقول ل "العربي الجديد": كان هناك تسرّب للغاز لم أشعر به، وبمجرد ما أشعلت سيجارتي اشتعلت النار من حولي"، مشيراً إلى أنه أصيب بحروق سطحية في رقبته ويديه. يضيف أنه لحسن الحظ أنه كان يركب الدراجة وحده.