يعيش أهالي محافظة صعدة اليمنية، أوضاعاً معيشية بالغة الصعوبة مع تصعيد التحالف العربي غاراته الجوية على مراكز وتجمعات مليشيا الحوثي المسلحة هناك، وفيما نزح الآلاف من سكان المحافظة، البالغ تعدادها نصف مليون نسمة، إلى المحافظات الأخرى، ما زال باقي السكان تحت جحيم الحرب ونقص السلع والخدمات الضرورية.
وقال المواطن محمد سالم (45 عاماً)، الذي وصل إلى العاصمة اليمنية صنعاء نازحاً من صعدة مع عائلته، صباح أمس، لـ"العربي الجديد"، إن هناك طابوراً طويلاً من النازحين على طول الطريق بين محافظتي صعدة وعمران (حو إلى 200 كلم) ، حيث نزح آلاف اليمنيين بعد إعلان صعدة منطقة عسكرية من قبل قوات التحالف العربي، في الوقت الذي تسعى جماعة أنصار الله (الحوثي)، لمنعهم من المغادرة واستخدام المدنيين دروعاً بشرية.
وأكد أحد وجهاء محافظة عمران، الشيخ أمين عاطف، أن شوارع مدينة خمر في عمران، مليئة بالنازحين من صعدة، في كل مكان على الأرصفة تنتظر الإغاثة بالسكن وتحت الأمطار، في مناظر بائسة ومحزنة".
وقال عاطف، في حديث بالهاتف لـ"العربي الجديد"، إن أهالي المنطقة استضافوا عدداً كبيراً من النازحين، إلا أن "البيوت قد امتلأت وفاضت، وكذلك المدارس".
وطالب عاطف منظمات الإغاثة والجهات الرسمية بتوفير الخيام اللازمة للأسر التي تسكن العراء في أجواء ممطرة.
وقالت قيادة التحالف إن كامل صعدة ستصبح هدفاً لمقاتلاتها بعد الساعة السابعة من مساء يوم الجمعة الماضي بالتوقيت المحلي، رداً على قصف جماعة الحوثي لمناطق داخل السعودية، خلال اليومين الماضيين، ما أوقع قتلى وجرحى.
وقالت مصادر محلية في محافظة صعدة، لـ"العربي الجديد"، إن سكان مدينة صعدة ومنطقتي رازح ومران يعيشون حالة من الرعب والهلع ناتجة عن الغارات المتوقعة مع مغيب شمس هذا اليوم على تلك المناطق".
وبحسب المصادر، فإن أزمة الوقود وانعدام وسائل المواصلات أجبرت المئات من السكان على البقاء في منازلهم بانتظار قدرهم المحتوم في ظل الفقر الذي يعانيه السكان وارتفاع أجور النقل من صعدة إلى عمران ثلاثة أضعاف من 3000 ريال إلى 15000 ريال.
فيما يناشد سكان محليون قوات التحالف تمديد المهلة ليتمكنوا من مغادرة مناطقهم ولو سيراً على الأقدام.
وأعلنت السعودية، في وقت سابق، عن "هدنة إنسانية" يتم فيها وقف إطلاق النار تبدأ الثلاثاء المقبل ولمدة 5 أيام، تشمل كافة مناطق اليمن، للتمكن من إغاثة الأهالي، إلا أنها اشترطت التزام الحوثيين.
وأدت الغارات إلى تدمير عشرات المباني وتوقف الحياة بشكل كامل في المحافظة، وفقاً لمصادر محلية، ووفقاً للمصادر، فإن عدد النازحين يقترب من 30 ألف نازح، فيما آلاف السكان يواصلون نزوحهم حتى ظهر أمس.
وتعتبر موجة النزوح هي الثامنة بعد سبع موجات نزوح لسكان محافظة صعدة خلال حروب سابقة.
ومنذ بدء عملية عاصفة الحزم في 26 مارس/ آذار الماضي، توقفت الحركة التجارية والنشاط الزراعي والصادرات بين اليمن والسعودية عبر منفذ البقع الحدودي بمحافظة صعدة، وتبلغ قيمة الصادرات اليمنية عبر المنفذ حو إلى 11 مليون دولار سنوياً، بحسب إدارة المنفذ.
وأدت الغارات إلى تدمير سوق الاتحاد التعاوني الزراعي الذي يستقبل يومياً مئات الأطنان من المحاصيل الزراعية، وخاصة الرمان الذي تشتهر المحافظة بزراعته.