arpo28

تلاميذ يمنيون بلا دراسة

ما زال مليون و200 ألف تلميذ في اليمن محرومين من التعليم، نتيجة توقف الدراسة في آلاف المؤسسات التربوية الواقعة في المناطق المستهدفة عسكرياً منذ نهاية مارس/آذار الماضي. وتحاول وزارة التربية والتعليم إيجاد حلول مختلفة تعمل من خلالها على معالجة التوقف التام للعملية التعليمية، في أمانة العاصمة ومحافظة عدن ولحج وأبين (جنوباً) وصعدة (شمالاً)، بالإضافة إلى التوقف الجزئي في مناطق ومحافظات أخرى.

وتختلف أسباب توقف العملية التعليمية في اليمن، ففي حين اضطرت بعض المدارس إلى ذلك نتيجة قصف طائرات التحالف، أغلقت أخرى أبوابها بعد استهدافها أو تدميرها أو احتلالها من قبل الجماعات المتقاتلة على الأرض أو حتى بسبب إيواء آلاف النازحين من محافظات مختلفة.

ويعبّر عدد كبير من أولياء الأمور عن مخاوفهم من عدم استئناف العملية الدراسية، إذ إن الأمر سوف يؤدي إلى تراكم الدروس على أبنائهم أو ربما يجعلهم يفقدون مقررات أساسية كثيرة. يرجّح فتحي عبد السلام أن أبناءه ربما يضطرون إلى إعادة العام الدراسي بعد تعليق الدراسة لفترة طويلة، من قبل وزارة التربية والتعليم. ويشير إلى أنه لا يملك خياراً إلا أن يتقبل الإجراءات التي سوف تتخذها الوزارة لمعالجة أوضاع تلاميذ المدارس المحرومين من التعليم بسبب الحرب.

إلى ذلك تحوّلت مدارس في محافظة عمران وحجة والمحويت، إلى مأوى وحيد لمئات الأسر النازحة من محافظة صعدة بعد اشتداد قصف طيران التحالف الذي يستهدفها. علي الرازحي أحد أبناء صعدة النازحين هو وأسرته إلى مدينة عمران المجاورة. يخبر أن بعض أعضاء المجلس المحلي في محافظة عمران، اتخذوا قرار تعليق الدراسة في عدد من المدارس لإيواء عشرات الأسر النازحة من صعدة. ويشير إلى أنه يشعر بالأسى لأنهم لجأوا إلى المدارس، فهذا إلى جانب ما يعني من تهجير لهم، "من شأنه أن يحرم تلاميذ كثيرين من تلقي العلم". لكنه يأمل أن يكون بقاؤهم في المدارس لفترة مؤقتة فقط.

وفي محاولة لمعالجة بعض مشكلات التعليم المدرسي الناتجة عن الحرب، أقرّت وزارة التربية والتعليم إنهاء العام الدراسي الجاري في المحافظات التي أكملت اختبارات شهادة النقل بشكل طبيعي ومنتظم، ولم تتأثر بالحرب المشتعلة في مناطق مختلفة من اليمن.

وقد اتخذت إجراءات لمعالجة أوضاع التلاميذ النازحين الذين لم يستطيعوا إكمال دراستهم في المناطق التي نزحوا إليها. ويقول مدير مكتب نائب وزير التربية والتعليم أنيس ياسين ل "العربي الجديد"، إن الوزارة اعتمدت نتائج الفصل الدراسي الأول مع محصّلة الشهر الأول من الفصل الدراسي الثاني لصفوف شهادة النقل كنتيجة نهائية لهذا العام، في مدارس المحافظات والمديريات المتضررة من الحرب.

أما في ما يتعلق بنتائج التلاميذ النازحين الذين واصلوا الدراسة في غير مدارسهم، فيوضح أن الوزارة أقرت "اعتماد نتائج اختباراتهم في كشوفات مستقلة في المدارس التي تقدموا للاختبار فيها، وذلك في مناطق نزوحهم". يضيف أن وثائق الاختبارات ترسل إلى مدارسهم الأصلية بهدف اعتمادها، بعد جمعها مع المحصلة الأولى وفقاً للنماذج المقرة من الإدارة العامة للاختبار.

وبالأرقام، تسببت الحرب في تعليق عمل ألفين و774 مدرسة في البلاد، أي ما يعادل 16.4 في المائة من إجمالي عدد المدارس في اليمن، بحسب ما جاء في تقرير صادر عن وزارة التربية والتعليم. يتابع التقرير أن في هذه المدارس مليوناً و201 ألف و443 تلميذاً، يشكّلون ما نسبته 21.3 في المائة من إجمالي عدد التلاميذ اليمنيين.

إلى ذلك، تفيد تقارير رسمية أولية بأن ما يزيد عن 81 مدرسة في البلاد تضررت كلياً أو جزئياً من جرّاء الحرب.

[b]أكثر من 3.5 ملايين[/b]

أفاد تقرير صادر عن وزارة التربية والتعليم بأن الدراسة استمرت في أربعة آلاف و779 مدرسة في المحافظات التي لم تتأثر بالحرب، يقصدها مليون و451 ألفاً و579 تلميذاً. إلى ذلك، استمرّ التعليم في المحافظات التي تأثرت جزئياً، في سبعة آلاف و694 مدرسة يقصدها مليونان و134 ألفاً و148 تلميذاً. بالتالي، فإن إجمالي عدد التلاميذ الذين استمروا في دراستهم، بلغ ثلاثة ملايين و585 ألفاً و728 أي 63.5% من إجمالي عدد التلاميذ في اليمن.

زر الذهاب إلى الأعلى