أرشيف محلي

معاناة حضرموت تتفاقم في غياب الكهرباء

قطع شبان غاضبون في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت شرق اليمن، أحد الشوارع الحيوية احتجاجاً على قطع التيار الكهربائي لأكثر من 40 ساعة متواصلة، وذلك وسط ارتفاع كبير في درجات الحرارة والرطوبة. وتصل درجة الحرارة في مدينة المكلا الساحلية، هذه الأيام، إلى نحو 40 درجة مئوية.

وكانت مدينة المكلا قد شهدت تزايداً في عدد ساعات تقنين التيار الكهربائي، في الأيام الماضية، بمعدّل 18 ساعة، في ظل أزمة محروقات خانقة، وهو ما فاقم معاناة السكان. وتسبب انقطاع التيار الكهربائي في تعطيل كثير من الأعمال، وإغلاق محلات تجارية أبوابها أمام الزبائن، وانقطاع المياه عن بعض أحياء المدينة.

إلى ذلك، اضطر عدد كبير من جرحى الحرب الدائرة في عدن الذين يتلقون العلاج في مستشفى بن سيناء في المكلا، إلى الخروج إلى باحات المستشفى، قبل أيام، من جرّاء انقطاع التيار، وعدم تحمل مولد المستشفى أجهزة التكييف. وشوهدت للمرة الأولى طوابير طويلة من المواطنين أمام محلات بيع الثلج، أملاً في الحصول على مياه شرب باردة تخفف من جحيم الصيف.

ويعيد مدير عام التوليد بالكهرباء في ساحل حضرموت المهندس، أحمد باحاج، أسباب الانقطاع إلى عدم توفر المحروقات وزيادة الضغط على المولدات من جرّاء التمديدات العشوائية. ويقول ل "العربي الجديد" إن "التغذية بالتيار الكهربائي مرهونة بما توفّره شركة النفط من محروقات". موضحاً أن ثمة باخرة مازوت في طريقها إلى المكلا، من شأنها أن تسهم في تخفيض ساعات التقنين. إلى ذلك يحاول باحاج أن يبدي تفاؤلاً في ما يخصّ الوضع في خلال شهر رمضان المقبل، على أن تتوفّر كميات كافية من المحروقات. ويشير إلى أن "كل ما يتلقونه من الجهات العليا هو مجرد وعود في انتظار التنفيذ".

علي باقطيان من سكان المكلا، يقول، إنّ تزايد ساعات انقطاع التيار الكهربائي أثّر بشكل ملحوظ على الأعمال والحركة في المدينة، وأصيب المواطنون بالتعب والإعياء وانقطعوا عن الخارج. يضيف: "صار كل أمل المواطن أن يجد شربة مياه باردة أو مصدراً للكهرباء لشحن جواله أو حاسوبه المحمول لعله أن يقضي جزءاً بسيطاً من عمله".

ويوضح باقطيان أن هذا الوضع المزري أثار سخطاً شعبياً كبيراً وأدّى إلى قطع الشوارع للضغط على الجهات المسؤولة للتعجيل في توفير التيار الكهرباء لحضرموت التي تعدّ أكثر المناطق تصديراً للنفط والغاز، وإن لم تتوفّر فيها مصفاة أو محطة كهربائية تليق بحجمها وثقلها الجغرافي والاقتصادي.

زر الذهاب إلى الأعلى