استقبلت منظمة أطباء بلا حدود في عدن يوم أمس الخميس، أكثر من 100 جريح بينهم نساء وأطفال، نتيجةً للقصف العنيف على حي البساتين السكني في المدينة، داعيةً إلى ضرورة تحييد المدنيين، والسماح للفرق الطبية بالوصول إلى الجرحى والمرضى.
وأوضحت المنظمة في بيانٍ لها اليوم، أنها استقبلت منذ 19 مارس/آذار الماضي، أكثر من 2500 جريح في اليمن، بينهم أكثر من 1800 في عدن وحدها، مشيرةً إلى صعوبة تحركها في ظل تدهور الوضع في المدينة، الواقعة جنوب البلاد، لتوفير الرعاية الصحية للجرحى، في حين أن الكثير من المرضى غير قادرين على الوصول إلى المستشفى.
وقال تيري غوفو، منسق مشروع أطباء بلا حدود في عدن، "استقبلنا في غضون الـ36 ساعة الماضية أكثر من 130 جريحاً معظمهم من البساتين، عقب تعرّض هذا الحي السكني للقصف، الذي طال أيضاً جنازة كانت تقام هناك. المستشفيات في عدن ممتلئة، وبعضها تضع الفرش خارج أبوابها لإيواء المرضى. ولا تزال المعارك والضربات الجوية اليومية عنيفةً، ونحن قلقون بشأن المرضى الذين لا يسعهم الحصول على الرعاية، في حين أن المرضى الموجودين في المستشفيات خائفون من مغادرتها".
وأضاف غوفو: "مُنعت فرقنا عدة مرات من التحرك ضمن المدينة واستقبال شحنات المساعدات الطبية من الميناء. إننا بحاجةً إلى منحنا حرية الوصول كي نتمكن من توفير الرعاية الطبية لمن هم في حاجةٍ إليها".
بدوره، أوضح حسن بوسنين، رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في اليمن، أنّ "هناك نقصاً في الغذاء وغاز الطبخ والوقود والأدوية، كما أنّ النظام الصحي ينهار، والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، لا يتمكنون من الحصول على أدويتهم، في حين أن الجثث في الشوارع، والمدينة أضحت مكباً مفتوحاً حيث تملأ النفايات الطرق".
كما شدّد على أنّه "من المهم للغاية أن يتم رفع الحصار عن الغذاء والأدوية، وإنشاء قنوات تسمح بالوصول جواً وبحراً وبراً دون معوقات، من أجل تأمين ما يحتاجه السكان للبقاء على قيد الحياة".
وفي تعز، تولّى أحد المستشفيات التي تدعمها المنظمة بعلاج 57 جريحاً بينهم صبي بعمر السادسة، كان قد أصيب في الرأس جراء قذيفة سقطت خارج منزله بينما كان يلعب. وخلال الأسبوع الماضي، استقبل فريق أطباء بلا حدود في صعدة، ثلاث موجات من الإصابات الجماعية، ضمت 137 جريحاً و17 قتيلاً، بينهم مدنيون.
وشدد بوسنين على أنّه "من غير المقبول بتاتاً أن يتم توجيه قنابل من الجانبين، إلى مناطق يتركز فيها مدنيون. وإننا ندعو جميع الأطراف إلى احترام سلامة المدنيين، وحيادية المرافق والطواقم الطبية، والسماح للسكان بالحصول على المساعدات الطبية دون معوقات. ونتوقع أن تحظى هذه المسألة باهتمامٍ كبير خلال محادثات السلام المقبلة".