قبل أيام قليلة من بدء شهر رمضان، عاد نقاش صوم المسلمين في الغرب إلى الواجهة، تحديداً في الدول التي تقريباً لا تغيب فيها الشمس في فصل الصيف أو تتأخر كثيراً لتغيب، ثم تعود وتشرق بعد وقت قصير.
البداية من بريطانيا، حيث تشرق الشمس في الجنوب 16 ساعة تقريبا، ويغدو الصوم منهكاً وشبه مستحيل. لكنّه يبدو سهلاً جداً أمام ما يعانيه المسلمون كلما اتجهنا إلى شمال بريطانيا. ففي بعض مناطق الشمال تشرق الشمس طيلة الصيف تقريباً 18 ساعة.
أما في شمال أوروبا، في السويد مثلاً، فإن الشمس قد لا تغيب إطلاقاً، كما يحصل في منطقة كيرونا. إذ إن الشمس لم تغب هذا الشهر بعد، ولن تغيب قبل شهر أغسطس/آب. أما في باقي المناطق السويدية فإن الشمس تغيب ساعتين تقريباً في شهرَي يونيو/حزيران ويوليو/تموز.
هذا الواقع، دفع الجميعة الإسلامية في السويد إلى عقد اجتماعات طويلة، للوصول إلى نتيجة أخيرة حول ساعات الصوم. وقد أعلن محمد خاراكي من الجمعية أنّ "ساعات الصوم يجب أن تكون من شروق الشمس حتى غروبها". لكن نظراً إلى استحالة هذا الواقع في بلدات عدة اكتفى بالقول: "يجب على الصوم ألا يكون قاسياً، فإن شعر المسلم أنه لم يعد بإمكانه القيام بعمله وصحته تدهور، فعليه أن يفطر".
لكن نظراً إلى أن هذا الجواب لا يبدو مقنعاً بالنسبة لكثيرين، فإن قسما كبيرا من مسلمي أوروبا، يفضلون اتباع توقيت مكة، فيصومون مع شروق الشمس في مكة، ويفطرون مع غروب الشمس هناك. فيما يتبع بعضهم توقيت الشروق والغروب في دول مسلمة قريبة مثل البوسنة مثلاً. لكنّ هناك رأي آخر يقول إنه يجب على المسلم في الدول الاسكندنافية أن يتحمل الصوم الطويل في الصيف، لأنه عندما يأتي رمضان في الشتاء فإن مدة الصوم لا تتجاوز الثلاث ساعات.