أكد مسؤولون يمنيون أن قطاع الكهرباء يعاني من صعوبات، في إعادة التيار للعديد من المدن والمحافظات اليمنية خلال شهر رمضان، بسبب نقص الوقود والأضرار الناجمة عن الحرب، لتشاطر الكهرباء المواطنين الصيام خلال هذا الشهر، وسط استمرار في الصعوبات المعيشية.
وقال مصدر في الفريق الهندسي بوزارة الكهرباء، إن محاولات تبذل لإعادة التيار الكهربائي إلى المدن اليمنية، لكنهم يحتاجون إلى أسبوعين على الأقل لإصلاح الأضرار، وإعادة التيار لبعض المناطق.
وتغرق العاصمة صنعاء، ومدن أخرى في ظلام دامس منذ نحو شهرين، جراء المعارك التي تشهدها البلاد والاعتداءات التي طالت خطوط نقل الكهرباء، وخروج محطة مأرب الغازية شرق البلاد، التي تغذي الشبكة الوطنية بالكهرباء.
وأشار المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن الفريق الهندسي يتعرض لإطلاق النار، ما أدى إلى توقفه عن العمل يوم الثلاثاء الماضي، موضحاً أن إصلاح الأضرار يحتاج إلى عمل يومي بدون توقف، مضيفاً أن الكهرباء لن تعود قبل توقف المعارك الدائرة في مدن وسط وجنوب البلاد.
لكن مسؤول في إدارة التحكم بمؤسسة الكهرباء اليمنية، قال ل "العربي الجديد"، إنه حتى مع إصلاح الأضرار فإن عودة الكهرباء تواجه مشاكل أخرى تتعلق بعدم توفر الوقود، الأمر الذي أدى إلى توقف محطات توليد الكهرباء المحلية في المدن والتي تعمل بالمازوت.
وبحسب مدير عام مؤسسة الكهرباء اليمنية، خالد راشد، في مؤتمر صحافي، أمس، فإن المؤسسة تواجه مشكلتين رئيسيتين في تزويد البلاد بالطاقة؛ هما انعدام الوقود عن محطات التوليد الرئيسية وتوقف محطة مأرب الغازية.
وأشار راشد، إلى أن جميع محطات توليد الكهرباء المحلية في المدن توقفت عن العمل كليا بسبب نفاد الوقود، مشيرا إلى وجود مشكلة تتعلق بتأمين نقل الوقود من قطاع صافر النفطي بمحافظة مأرب إلى محطات توليد الكهرباء في العاصمة والمحافظات الأخرى.
وأضاف أن الخسائر المالية، التي لحقت بالمؤسسة جراء الحرب تجاوزت 75 مليار ريال (349.6 مليون دولار)، منها 50 مليار ريال (233.1 مليون دولار) خسائر الأضرار، التي طالت الشبكة الوطنية في محطات التوليد والتحويل وخطوط النقل، و25 مليار ريال (116.5 مليون دولار) فاقد مبيعات الطاقة الكهربائية وانخفاض الإيرادات.
ولفت إلى أن المؤسسة وصلت إلى مرحلة العجز فيما يتعلق بدفع الرواتب، مضيفا "لم نعد قادرين على تغطية مرتبات موظفينا من عاملين وفنيين ..آملا من كل منتسبي المؤسسة العامة للكهرباء الصبر وتضافر جهودهم، وتكاتفها مع قيادة المؤسسة إلى حين تجاوز هذه المرحلة الصعبة التي يشهدها الوطن".
وتفاقمت الأوضاع المعيشية لليمن الفقير، في ظل الحرب الدائرة بسبب استيلاء جماعة أنصار الله (الحوثيين) المتمردة على السلطة بالقوة، وشن تحالف عربي بقيادة المملكة العربية السعودية ضربات جوية منذ نهاية مارس/آذار الماضي، حيث شهدت البلاد ترديا في مختلف أنواع الخدمات ونقص الغذاء.
ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، فإن ما يقرب من نصف السكان في اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي قبل اندلاع النزاع بالأساس، أي ما يعني أن نحو 10 ملايين شخص، ليس لديهم مصدر ثابت للحصول على وجباتهم الغذائية.
وتقول الأمم المتحدة إن اعتماد اليمن على استيراد نحو نسبة 90% من احتياجاته الغذائية من الخارج يدعو إلى القلق الشديد من تأثير الأوضاع القائمة على إمكانية استيراد مواد غذائية ونقلها في جميع أنحاء البلاد؛ ما يؤثر سلبا في جميع الشرائح السكانية.