طالب نائب الرئيس اليمني خالد بحاح، مصر بالعودة لممارسة دورها العروبي في المنطقة خصوصا في اليمن، مؤكدا على ضرورة إعادة تفعيل اجتماعات اللجان العليا المشتركة بين البلدين، بحسب لقاء خاص مع إعلاميين مصريين نشرته صحيفة الشروق المصرية السبت.
وقالت الصحيفة إن بحاح استعرض آخر التطورات بشأن مفاوضات جنيف، مؤكدا أن الهدف من المفاوضات استعادة الدولة واستئناف العملية السياسية من حيث توقفت، أي عند مسودة الدستور.
وقال بحاح إن هناك ارتباكا داخل معسكر الحوثيين وصالح، فضلا عن وجود أخطاء فنية وقعت فيها الأمم المتحدة منذ البداية، حيث إنها وجهت الدعوة لكثير من الأحزاب والشخصيات في اليمن بدلا من قصرها على الطرفين المتحاربين.
وأكد بحاح أن هناك "نكهة إيرانية في التفاوض"، أي من ناحية المماطلة والتسويف، وفقا للشروق.
وشدد على أن هناك ثلاث مرجعيات لن يحيد عنها وفد الشرعية، وهي: القرار الدولي 2216، ثم مخرجات الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية.
وقال بحاح إن الجميع لم يستوعب مفاجأة الانقلاب الحوثي، وقال بحاح إن على عبدالله صالح لديه الروح الانتقامية وشعاره "الحكم أو لا شيء".
وأكد بحاح أنه كان واثقا ولا يزال من فشل الحوثيين في إدارة الدولة، حتى لو ظلوا يحكمون لمدة مائة عام، "هم فقط ماهرون في إدارة الحروب والدسائس والتخريب"، على حد قوله.
وقالت صحيفة الشروق إن بحاح تحدث إلى الإعلاميين المصريين عن كيفية تعيينه نائبا للرئيس، كاشفا أنه رفض ذلك في البداية؛ ولكن كان هناك توافق وطني وخليجي على ضرورة وجود شخص بجانب الرئيس. لكن المشكلة الآن تتمثل في أن هناك حكومة شرعية، لكنها غير موجودة على الأرض، والمطلوب منها مواجهة الأوضاع الإنسانية الصعبة للمواطنين، وكذلك دفع مرتبات الموظفين، مضيفا أنه يتمنى تسليم الحكومة لطرف يمني منتصر في الانتخابات.
وتحدث بحاح عن أنه خلافا لكل المشكلات والأزمات والحروب السابقة في البلاد، فإن دخول عنصر الدين والمذهب هذه المرة جعل الأمور تزداد تعقيدا، ما أوجد إرباكا لم يعرفه اليمنيون من قبل، بحسب صحيفة الشروق.
وأشار إلى أن الحروب التي خاضها على عبدالله صالح ضد الحوثيين خلال فترة حكمه أضعفت الدولة وقوات المليشيا، وقد كان يعتمد على تكتيك استخدام الحوثيين والقاعدة فزاعة للغرب والخليج حتى يستمر في الحكم ويحصل على المساعدات، والنتيجة أنه سلم البلد بأكملها لهذه المليشيا الانقلابية، وعندما جاءت أحداث 2011 انقسم الجيش نفسه، لأن بناءه كان معوجا والمجتمع منقسم أيضا، والإيرانيون ماهرون في الدخول من الشروخ، والحوثيون يمكنهم أن يتحالفوا مع الشيطان لكنه واثق في النهاية من أن تحالفهم مع صالح سوف ينهار، بحسب ما قال.
[b]عاصفة الحزم [/b]
وحول وجهة نظره في "عاصفة الحزم" وما تبعها، أكد بحاح أن ما يحدث في كل المنطقة خصوصا في اليمن هو حرب وكالة، ومن حق السعودية ألا تسمح بوجود "حزب الله جديد" يحكم اليمن على حدودها.
ونوه إلى أن "عاصفة الحزم" كانت حتمية، لكنها في الوقت نفسه زادت من تحالف الحوثيين مع علي عبدالله صالح وأعطتهم إمكانات جديدة.
ويعتقد بحاح أن العاصفة لم تكن حزمة حلول متكاملة، بل كانت عسكرية فقط، وبالتالي فإن ما حدث هو انتشار السرطان وليس القضاء عليه. ونفى بحاح أنه يتشاور مع السعوديين في تحركاته الخارجية.
وأكد بحاح أن "العمل السياسي طويل المدى، كان البديل لعاصفة الحزم"، محملا السلطة والنخبة السياسية في اليمن المسؤولية عن "الانهيار في البلاد الذى جعل الحوثيين يستولون على الحكم بمثل هذه السهولة".
وشدد على ضرورة إعادة بناء الدولة اليمنية بوجود توافق وطني، خصوصا أن الحوثيين غير قادرين على الحكم حتى في مناطقهم.
وكشف بحاح عن تطور مهم، وهو أن الأحداث الأخيرة جعلت الجنوبيين يصرون على الانفصال لأنهم يعتقدون أن ما حدث هو هجوم جاء من الشمال.
وحول تصوره للمستقبل، قال بحاح: "إما استمرار الحرب مع عدم وجود منتصر بشكل حاسم أو العودة للتفاوض. لكن مطلوب أن تصل إلى الحوثيين رسالة واضحة بأن ما فعلوه لن يستمر ولا توجد أي خيارات أمامهم"، بحسب ما نقلت الشروق.
[b]العلاقات مع مصر
[/b]
وعن العلاقات مع مصر، قال بحاح إنه أخبر السيسي بالعبارة الآتية: "اشتقنا إلى مصر". وطالب باستعادة الدور الريادي لمصر في القضايا العربية وخاصة اليمن.
وبحسب الصحيفة، فإن بحاح يرى أن تعافي اليمن هو تعافٍ لمصر.
وأثنى بحاح على الجيش المصري، مؤكدا أن الذى حمى مصر وتونس من السقوط في الحالة العراقية أو الليبية هو الجيش، وبالتالي فإن أي حل في اليمن لن ينجح من دون وجود حامٍ قوي.
ولم ينف بحاح وجود اتصالات بينه وبين الحوثيين، قائلا إن العلاقات في المجتمع اليمني مختلفة وهناك نوافذ نفتحها، ولم يخف رغبته باعتزال السياسة، بحسب صحيفة الشروق.