arpo14

حرب اليمن تولّد أزمة إغاثية جديدة

تتزايد العوامل السياسية والاقتصادية التي تساهم في تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن، التي تصل إلى مستويات حرجة يوماً بعد يوم، بسبب الحرب الدائرة منذ نحو ثلاثة أشهر.

أصبح اليمن أحد أبرز الأزمات الإنسانية في العالم، مع قفز نسبة المحتاجين إلى إغاثة، إلى 81% من إجمالي عدد السكان (26 مليون نسمة)، وبنسبة ارتفاع وصلت 33% منذ بداية الحرب الحالية.

يعزو تقرير حديث للأمم المتحدة أهم أسباب التفاقم، إلى استمرار انعدام الأمن، وتوقف حركة الاستيراد تماماً. وقد تضرر من هذه الحرب 12.2 مليون مدني بشكل مباشر، معظمهم يحتاج إلى أكثر من نوع من المساعدات، بحسب الأمم المتحدة، ويشتد تأثيرها على مدن عدن وأبين والضالع ولحج وتعز (التي تتعرض لهجمات الحوثيين)، وصعدة وحجة وعمران (التي تتعرض لضربات قوات التحالف).

[b]اعتداءات متكررة[/b]

يقول محمد العولقي، مختص الحماية لدى منظمة الهجرة الدولية، إن الصراع وضعف سيادة القانون أديا إلى افتقار11 مليون مدني، معظمهم أطفال ونساء وعجزة، إلى الحماية من انتهاك الحقوق الأساسية والاستغلال وأشكال أخرى من الاعتداء.

وهناك استمرار في انتشار الاعتداءات على حقوق الإنسان، والعنف بكافة أشكاله. ويعتبر اللاجئون والمهاجرون، الذين تستمر أعدادهم في الارتفاع، الأكثر عرضة للاعتداء والمتاجرة بهم. ويضيف العولقي لـ"العربي الجديد": أن المدنيين يتحمّلون القسم الأكبر من تبعات العنف الذي يعرض سلامتهم ووضعهم النفسي للخطر.

تقول الحكومة اليمنية الشرعية إن أكثر من 3.5 ملايين يمني نزحوا خارج ديارهم، ويحتاج أغلبهم إلى مساعدات طارئة، ويؤثرون على معيشة 400 ألف شخص من المجتمعات المضيفة لهم. ولا يزال 15 ألف نازح سابق في أكبر مخيمات النازحين في محافظة حجة مشردين في العراء عقب ضربات للتحالف.

وأفادت دراسة جديدة أصدرتها منظمة الأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي، بأن 10 من إجمالي 22 محافظة تعاني انعدام الأمن الغذائي بمستوى الطوارئ، وأن الحرب أفرزت مليوني شخص جديد يعانون من انعدام الأمن الغذائي منهم، ليصل 6.5 ملايين يمني بينهم أطفال، إلى المرحلة الحرجة، ويحتاجون مساعدات غذائية طارئة أو علاجات.

يقول صلاح الحاج حسن، ممثل منظمة (فاو)، "هذه زيادة حادة مقارنةً بالربع الأخير من عام 2014. فاليمن يشهد تدهوراً حقيقياً في وضع الأمن الغذائي وتغذية الأطفال، بسبب استمرار الحروب التي تعرقل وصول المساعدات الغذائية للمتضررين"، محذراً من أنه ما لم يتم ضمان الوصول إلى السكان المتضررين لتقديم المساعدة الإنسانية، فيحتمل وصول الأمر إلى مرحلة الكارثة.

إلى ذلك، يقول مدير مكتب الصحة في عدن، الخضر لصور، إن المرض ينتشر في المدينة بشكل جنوني، وإن عدد قتلاه وصل إلى 150. ويضيف أن المرض انتشر، لتظهر أمراض جديدة لم تكن شائعة في المدينة مثل "الملاريا" التي يموت أكثر من 20 شخصاً يومياً بسببه. كما بدأت تنتشر أعراض مرض "الجذام"، لتجعل المدينة منكوبة.

[b]إغاثة متواضعة[/b]

أعلنت المملكة المتحدة عن منحة إغاثية لمواطني اليمن بمبلغ 100 مليون دولار الأسبوع الماضي، تحت إشراف الأمم المتحدة. لكن لا يزال السحب من المنحتين السعودية والأوروبية واللتين تسلمتهما الأمم المتحدة مسبقاً بمبلغ 300 مليون دولار، متواضعاً لم يتجاوز 20%، في ظل اقتراب انتهاء المنحة منتصف الشهر القادم، بسبب عجز موظفي وكالات الإغاثة الأممية والدولية عن نشر موظفيها من أجل تقييم الوضع والاحتياجات وتقديم المساعدات للمستحقين.

هذا ولم تعتمد الأمم المتحدة بعد دراسات تقييم الاحتياج نفذها 2000 متطوع محلياً ضمن ائتلاف الإغاثة اليمنية بالنيابة عن وكالات الإغاثة الأممية التي يستمر غياب موظفيها عن الميدان بحجة انعدام الأمن. يأتي ذلك بينما تقول الأمم المتحدة إن مخازنها في جيبوتي تعج بسلع المساعدات المخصصة لليمن.

زر الذهاب إلى الأعلى