أكدت مصادر محلية في محافظة شبوة، شرق اليمن، أن مسلحي جماعة أنصار الله "الحوثيين"، مدعومين بقوات تابعة للرئيس السابق، علي عبدالله صالح، أصبحوا على بعد 30 كم من محطة بلحاف للغاز المسال، والتي تقع على بعد 150 كم من مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، وعلى بعد 200 كم من المكلا عاصمة محافظة حضرموت.
وسيطر مسلحي الحوثي وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح على مدينة عتق مركز محافظة شبوة شرقي اليمن دون مقاومة، في 9 أبريل/نيسان الماضي، ونشرت تلك القوات نقاط تفتيش في أحياء المدينة وقامت بالتمركز في بعض المؤسسات الحكومية.
وأعلنت الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال، في 14 أبريل/نيسان، حالة القوة القاهرة في مرفأ التصدير ومحطة الإنتاج وأعلنت إجلاء موظفيها من المحطة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد، وتوقف إنتاج الغاز في اليمن.
وعقب توقف الإنتاج، شكلت قبائل شبوة، في 10 أبريل/نيسان، لجنة للإشراف على حماية منشأة بلحاف لإنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال، وذلك بعد طرد القوات الحكومية المكلفة بحمايتها.
وأجبرت قبائل شبوة القوات المكلفة بحراسة الشركة على مغادرة مواقعها وتسليمها لأبناء المنطقة، وهي قوات تتبع اللواء الثاني مشاة جبلي واللواء الثاني مشاة دفاع ساحلي.
وقالت مصادر محلية، إن عدد أفراد القبائل المكلفين بحماية محطة بلحاف يبلغ 4 آلاف فرد، وكانوا قد رفعوا بمناشدة إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة الشرعية التي تعمل من الرياض، لدفع رواتب الأفراد مقابل الحماية.
وأكد مراقبون أن اقتراب الحوثيين من محطة بلحاف يعني معركة طاحنة مع أفراد القبائل للسيطرة على المشروع الضخم.
وتشمل منشآت بلحاف خزانين للغاز الطبيعي المسال بسعة 140 ألف متر مكعب لكل خزان ورصيف بحري بطول 680 متر لتحميل الغاز المسال إلى ناقلات الغاز البحرية.
ويعد مشروع الغاز المسال أضخم مشروع صناعي ورأس مال استثماري في تاريخ اليمن، بلغت تكلفته 4 مليارات دولار، وتبلغ طاقته الإنتاجية 6 ملايين و900 ألف طن من الغاز الطبيعي في السنة الواحدة.
وتقع حقول انتاج الغاز في نطاق القطاع 18 بمحافظة مأرب، والذي تديره شركة صافر النفطية اليمنية (حكومية) ويتم ضخ الغاز إلى منطقة بلحاف من خلال أنبوب رئيسي يمتد لمسافة طولها حوالي 320 كم.
ويدير المشروع تحالف من شركات عالمية بقيادة توتال الفرنسية، التي تملك 40% من المشروع، فيما تملك هنت الأميركية 17.22%.
ويتم انتاج الغاز من القطاع 18 بمنطقة صافر محافظة مأرب ويمر عبر خط إمداد الغاز يبلغ طوله 320 كيلومتر حتى بلحاف، ويصدر الغاز اليمني بموجب عقود طويلة المدى إلى الأسواق الآسيوية والأميركية والأوروبية.